الشاشة الرئيسيةمقالات

كورونا والشباب … الواقع والخيارات

عمر حربي العشوش
لا يختلف إثنان أن جائحة كورونا ألقت بظلالها على الشباب الأردني وكان لها أعمق الأثر في تغيير نمط تفكيرهم وتعديل ممارسة حياتهم اليومية وقولبة نهج المسار الاقتصادي والاجتماعي لديهم ، وحيث شكلت الجائحة تحديدا في مستقبل التوظيف لدى الشباب مما استلزم إعادة إنتاج التفكير في خيارات التشغيل والعمل وخاصة في ظل تراجع القوة الشرائية في قطاعات استهلاكية عديدة وانتكاسات قطاعات كالنقل والسياحة وغيرها وفقدان العديد من الشباب لوظائفهم، وتخفيض أجورهم ، وشكلت الجائحة أيضا بعدا جديدا لدى الشباب تمثل بضرورة التسلح والمعرفة بتطبيقات التعلم عن بعد والتمرس على أدوات التكنولوجية التعليمية لمواكبة التعليم الجامعي ، وفي ظل وقف الأنشطة والبرامج الوجاهية لدى غالبية مؤسسات المجتمع المدني أضحت الحاجة ماسة إلى تعزيز أدوات التدريب والتوعية الالكترونية البديلة وهو ما يعزز فكر الشباب لاستكمال التواصل والاستفادة من هذه البرامج والتحول للمنصات الرقمية ، وكما أسهمت الجائحة في استثمار الوقت المنزلي لدى الشباب من خلال القراءة والتعلم والرياضة وبناء القدرات والتواصل الأسري .
الأسئلة كثيرة تدور في فكر وأذهان الشباب إذا ما استمرت تداعيات الأزمة تعصف بأجواء يسودها الضبابية حول ما هو قادم ، وهنا لا بد من تدخلات حكومية عبر أدواتها المالية والاقتصادية والتمويلية والتشريعية والاستثمارية لخلق فرص عمل جديدة ودعم القطاعات المتضررة والمنشآت ورفع الحد الأدنى للأجور ودعم القطاع الخاص من خلال الصناديق الوطنية لتشغيل وتوظيف الشباب والمتعطلين ، والتوسع في الإقراض الميسر للمشاريع متناهية الصغر وإيجاد حلول ناجعة للتعليم والتدريب المهني والتفني بما ينسجم مع متطلبات سوق العمل .
ومن جهة أخرى ضرورة التوسع في برامج مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الوطنية عبر أدوات التعليم الالكتروني لاستثمار أوقات فراغ الشباب إيجابا في مجالات التدريب والتوعية الثقافية والصحية والقانونية والوطنية ، وخلق برامج توعية لتحفيز المجتمع الأردني للتسجيل والمبادرة بتلقي مطعوم كوفيد بعد توفيره بالكميات المطلوبة مع ضرورة التزام الجميع بالإجراءات الاحترازية والاشتراطات الصحية وصولا إلى رفع الحظر وإنعاش القطاعات السياحية والإنتاجية المتضررة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى