اقتصاد

قرية ضانا بالطفيلة…أكبر محمية طبيعية ساحرة في الأردن

نفذت جمعية بصيرا البيئية بالتعاون مع مفرزة الإدارة الملكية للبيئة والسياحة في ضانا، حملة بيئية بقرية ضانا شملت سيل ضانا واقنية المياه وحواف البساتين المحيطة بالسيل بالإضافة إلى مسجد القرية، ضمن برنامج للنظافة أطلقته الجمعية بالتعاون مع مختلف الجهات المعنية بالبيئة .

وبين رئيس الجمعية عادل السعودي أن الجمعية أطلقت حزمة مبادرات وفعاليات تعنى بالمحافظة على البيئة في لواء بصيرا الذي يضم مقومات سياحية وبيئية ومنظومة طبيعية تتطلب تكاتف جميع المؤسسات والهيئات المحلية لرعايتها وإدارتها بما يضمن ديمومتها ووقف انقراضها، سيما المصادر المائية والغابات الطبيعية والحيوانات والطيور البرية .

 

واضاف السعودي أن الجمعية أعدت خطة لتنفيذ برامج للتوعية البيئية وأنشطة ميدانية سيتم تنفيذها بمختلف مناطق اللواء، وفق برنامج معد، بالتعاون مع مختلف الجهات المعنية، يستهدف نشر الوعي البيئي والمحافظة على الثروة الحرجية والمنظومة الطبيعية في لواء بصيرا والتي تحتضن عشرات المواقع السياحية والبيئية والأثرية والدينية .

وتقع قرية ضانا ضمن لواء بصيرا – محافظة الطفيلة، على بُعد 180 كيلومتر جنوب العاصمة عمان، ويعود إنشاء هذه القرية الى بداية العهد العثماني في بلاد الشام، وقد بُنيت بيوتها فوق بقايا قلعة بيزنطية قديمة، وظلت قرية ضانا الصغيرة مأهولة بالسكان مدة (500 عام حتى العام 1960 ) ،حيث هجرها أهلها وسكنوا في بلدة القادسية، وذلك لكسب أسباب العيش الأفضل.

لكن الجمعية العلمية الملكية لحماية الطبيعة بدأت بالتفكير والاعداد لإعادة الحياة مرة اخرى لهذه القرية المنسية منذ بداية العام 1991 وبالتعاون مع جهات دولية اخرى تعنى بحماية الطبيعة. لذا فقد تم ترميم مباني وطرقات القرية بنفس مواد البناء القديمة، مع المحافظة على فن بنائها التراثي، وذلك لجعلها قرية سياحية ومركزاً واستراحة لزوار محمية ضانا والتي تعتبر أجمل واكبر محمية طبيعية ساحرة في الاردن.

وقد حولت بيوت القرية الى غرف فندقية عديدة، مع جعل بعضها مكاناً للمطاعم والمقاهي والانترنت، مع استراحات تشرف على مناظر رائعة للمحمية من تحتها، مع تواجد دكاكين شعبية للتحف المستوحاة من بيئة المحمية، مع ترميم المسجد الصغير القديم وطرقاتها وأسوارها الشعبية الجميلة.

وكانت المنطقة المحيطة بمحمية ضانا تُصنف قديماً بأحد جيوب الفقر في الاردن، ومع اقامة مشروع محمية ضانا، فقد تم تحسين وضع أهالي هذه المنطقة : فمن الناحية الزراعية فقد تم اقامة بعض السدود البسيطة في وديان المنطقة، وتشجيع زراعة العنب والتفاح، وتقليل مساحة الرعي وتحديدها، وتدريب الاهالي على القيام باعمال خدمية وحرفية اخرى مجدية اقتصاديا لهم، سواء كانوا من الرجال او النساء اللواتي أخذن يعملن على صنع ادوات الزينة والحلى الشعبية الفضية المستوحاة من عناصر بيئة ضانا مثل: رسوم النباتات وحيوانات المحمية النادرة، ثم هناك من يقمن بتصنيع المربيات الطازجة والمخللات، وتغليف الاعشاب الجافة والمفيدة مثل: الزعتر والنعناع والغار والشيح والقيصوم، كذلك صنع الزبيب والملبن دون اضافة اي مواد كيماوية، وصنع بعض الحقائب الجلدية والصابون الطبيعي واطعمة شعبية اخرى، وذلك لعرضها على الزوار والسياح لبيعها لما لها من مردود اقتصادي مهم لأهالي المنطقة.

وفي المحمية يقام مخيم صيفي فيه خيم كثيرة للسكن والنوم يسمى بمخيم الرمانة.. وفي مناطق عديدة منها قمم الجبال والسهول والصخور والاستراحات في قرية ضانا ذات المباني التراثية الرائعة يستمتع الزوار والسياح بقضاء أجمل الاوقات نهارا، وليلا بمراقبة السماء ونجومها الوضاءة، وبمشاهدة انواع نادرة من الازهار والاشجار البرية العجيبة وبتضاريس المكان من صخور وحجارة التي تبدو وكأنها منحوتات تشكيلية مدهشة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى