في ذكرى سيد المؤثرين في تاريخ الانسانية
د.جميل الشقيرات
ونحن نحتفي بذكرى مولد سيدنا محمد عليه افضل الصلوات والسلام ذلك الحدث الذي كان بداية لإنشاء حضارةٍ عظيمةٍ، أشرقت أنوارُها في مكة المكرمة، ثمَّ امتدّت بحكمةٍ وموعظةٍ حسنةٍ، حتى اكسبت البشريةَ كلَّها معانيَ الخيرِ والعدلِ، والتعايشِ القائمِ على أعلى خصائصِ السِّلمِ، والاحترامِ المتبادل ووصلت الرسالة النبوية بهذه الأمة إلى منعرج فكري ديني واجتماعي وعلمي واقتصادي ونقلها نقلة علمية وحضارية، فالدين الإسلامي هو الذي وحد هذه الامة، ورسم خارطة طريق جديدة للبشرية جمعاء من خلال تقديمه منهجا اسلاميا معتدلا متسامحا.
هذه الشخصية المنفردة بالتأثير على بني البشر حباها الله تعالى بأن أنزل عليها الرسالة السماوية، التي رسمت للبشرية منهج سعادتها في الدنيا، وطريق نجاتها في الآخرة، وهذا يحتم علينا جميعا أن نقتدي بأخلاق الرسول عليه السلام.
أن حياتنا حياة متجددة متسارعة ومتحركة في ظل عالم فرضتة علينا التكنولوجيا، لذلك نحتاج إلى دين حافل بالحياة والقوة وهو ديننا الإسلامي الحنيف الذي جاء به نبينا الكريم خاتم الانبياء ليخرج به الناس من الظلمات إلى النور ومن عبادة الأصنام والأوثان إلى عبادة الله سبحانه وتعالى. فإذا اردنا ان يكون احتفالنا بذكرى المولد النبوي الشريف صادقاً فعلينا الاقتداء بخلقه ومنهجه القويم.
علينا أن ننبذ العنف والكراهية من سلوكياتنا الاجتماعية، علينا أن نتراحم بيننا، علينا أن نلتقي على كلمة سواء، علينا أن لا ننسى الفضل بيننا، علينا أن نرحم صغارنا ونوقر كبارنا ،علينا أن نجبر خواطر بعضنا ونتسلح بالتسامح والعفو ونتخلى عن النفاق الاجتماعي في علاقاتنا ، ويكون الرسول قدوتنا سيد المؤثرين بحياتنا وسلوكاتنا.
!!!مسك الختام!!!
رأى بعض الصحابة، رضوان الله عليهم، رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي، فقاموا بسؤاله عما يبكيه، فقال: اشتقت لأحبابي.
فقالوا: أولسنا أحبابك يا رسول الله؟ قال: لا أنتم أصحابي. أما أحبابي: فهم قوم يأتون من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني.
