الشاشة الرئيسيةمنوعات

فاعلية اللقاحات.. قلق وتساؤلات: ما الأفضل؟

يثير تعدد أنواع اللقاحات واختلاف فاعليتها وفق ما تنشره الشركات المصنعة القلق بين الناس، ليس على المستوى المحلي فقط، وإنما على الصعيد العالمي وسط أجواء يسودها التشكيك وأسئلة عن مدى الفاعلية والنتائج على المدى البعيد.
أزمة الثقة تطفو على السطح مجددا، فلم يعد المواطن يدرك اي من اللقاحات المتوفرة هي الأفضل في الوقت الذي تعج به الأسواق العالمية بأنواع متعددة من اللقاحات وبدرجات متباينة، وتعلن الشركات تباعا عن أنواع جديدة، ما يزيد الحيرة أكثر.
“الخوف” هو العامل الأول الذي يجعل عدد من الأفراد “المترددين” من التسجيل لأخذ اللقاح، فلا تتوقف أسئلتهم؛ أي من اللقاحات تحمي أكثر من غيرها، وأي لقاح فاعليته أكبر، وضمن الأنواع المطروحة عالميا ما النوع الذي تكون أضراره أقل على الجسد، وهل اللقاح الذي سنأخذه سيحمينا من السلالات القادمة للفيروس المتحور.. وكثير من التساؤلات غير المنتهية، التي تجعل “التردد” سيد الموقف.
الدراسات العديدة حول فاعلية اللقاحات والأخبار المغلوطة التي تعج بها مواقع التواصل الاجتماعي؛ دفعت الكثير من المواطنين للابتعاد عن التسجيل على المنصة لأخذ اللقاح في حين استنكف بعضهم بعد تسجيلهم، وآخرون ينتظرون النتائج التي ستظهر على من حصلوا على اللقاح، لاتخاذ القرار بأخذ المطعوم من عدمه!
خبراء ومتخصصون أكدوا لـ “الغد” أن غياب الوعي والتثقيف الصحي والمعلومة الدقيقة حول اللقاحات، توقع العشرات من الناس في حيرة من أمرهم حول مدى فاعلية اللقاح وقرار التسجيل لحجز الدور.
في الأساس يشكل موضوع اللقاحات جدلا واسعا بين الناس ليس في الأردن فقط وإنما على مستوى العالم بحسب المختص بعلم الاجتماع الدكتور محمد جريبيع وأصبحت القضية الأكثر نقاشا وجدالا بين أفراد الشعب وهناك تخوف كبير من أخذه.
لعبت مواقع التواصل الاجتماعي وإشاعات المتداولة حول اللقاح دورا كبيرا في هذا القلق وفق جريبيع والأخبار المتداولة حول اختلاف الآثار الجانبية لتناول هذه اللقاحات، لافتا إلى ضرورة أن لا يغفل بعضهم عن التنافس بين شركات الأدوية التي لها دور كبير في هذا الخوف والقلق والتخبط عند بعضهم.
يقول “أنا شخصياً مع اللقاح لأنه الحل الوحيد للتخلص من هذه الجائحة ومخاوفها الكبيرة”، خلاف ذلك سيبقى الجميع داخل دائرة القلق والخوف من الإصابة في أي لحظة كانت، أو التسبب بنقل العدوى لغيرنا.
ومع تعدد اللقاحات وما يرافقها من أخبار حول اختلاف فاعلية كل واحدة وقع المواطن في حالة من الحيرة والتخبط بحسب جريبيع، وتساؤلات حول النوع الأفضل، ما يستدعي أن يكون هناك حملة صحية وتوعوية.
الحملات التوعوية والتثقيفية تتعلق بنشر معلومات حول اللقاح باعتباره أولوية قصوى في الوقت الحاضر، ولابد أن يكون لدى الناس قناعه بضرورة أخذه، اما تحديد النوع الذي سيتم أخذه فيعتمد على أمور كثيرة ومدى توفر أنواع اللقاحات وحجمها.
ويرى جريبيع أن مواقع التواصل الاجتماعي لعبت دورا كبيرا في ترسيخ البعد عن اخذ اللقاح وعدم الثقة به، وتضخيم الآثار الجانبية لأخذه ما دفع الكثيرين لعدم التسجيل أو الاستنكاف عن الذهاب.
إلى ذلك، يشدد جريبيع على الإيمان بالعلم وان نصل لمرحلة نعي فيها أن نوع اللقاح الذي يتم اختياره يعتمد على العديد من الأمور المرتبطة بتوفره وكلفته، ويمكن البناء ومشاركة نتائج التجارب الإيجابية للأشخاص الذين أخذوا اللقاح، ولم تظهر عليهم أي أعراض قوية وكلها بسيطة ويجب أن تعمم على الناس وأي آثار تظهر لا تتجاوز 24 ساعه.
ويقول جريبيع لو أن مواقع التواصل الاجتماعي كانت موجودة عندما ظهرت لقاحات الجدري الحصبة والكوليرا لحدث ذات الجدال الذي نراه اليوم، لافتا التواصل الكبير والواسع في العالم هو من خلق الضبابية والخوف والتردد لدى الناس.
ومن ناحية علمية يعرف المختص والخبير بالأوبئة الدكتور أحمد الطراونة اللقاح بأنه مستحضر بيولوجي يتم تصنيعه لتحفيز الجسم على إنتاج أجسام مضادة وهي من أهم الإنجازات تحمي اكتر من 600 مليون شخص حول العالم نتيجة الأوبئة المعدية الفتاكة.
وحول كيفية صناعة اللقاحات يلفت الطراونة إلى تقنيات متعددة تراعي أهم نقطتين هما المأمونية والفاعلية وفق مراحل متعددة ما قبل السريرية، يتم خلالها تحديد المسبب وإمكانية تصنيع اللقاح ومن مرحلة التجارب.
وبعد التأكد من الفاعلية والأمان وعدم الإصابة بآثار جانبية يتم أخذ موافقة من الجهات المسؤولة واستخدامه بين البشر.
ويبين الطراونة أن الأمان واحد في كل اللقاحات، لكن الفاعلية تختلف من لقاح إلى آخر ويعتمد على عوامل لوجستية كثيرة تختلف من ناحية التخزين، حيث ان اختيار نوع اللقاح يعتمد بشكل كبير على اقتصاد الدول. ويضيف “التنوع والتعدد في اللقاحات أمرا طبيعي وصحي والتعدد في الأنواع والشركات لا يثير القلق”، عازيا خوف الناس وترددهم بشأن اللقاح إلى أزمة الثقة التي انتقلت إلى اللقاح.
ويلفت الطراونة إلى غياب الثقافة الصحية وقلة البرامج التوعوية هي السبب الرئيس في ضبابية المشهد وقلة المعلومات الطبية الموثوق بها والدقيقة وتصدر المسؤولين للحديث بطريقة غير علمية ومنطقة عن اللقاح، مشددا على الابتعاد عن التصريحات غير المدروسة التي تثير القلق والهلع وتؤثر في سير عملية التلقيح.
ويؤكد الطراونة أن يكون هناك خطط إقليمية ودولية للخروج بخطة لمواجهة جائحة كورونا والتصدي لها فمن غير الممكن إسقاط التجربة الأوروبية على المجتمع الأردني وعلى المسؤولين الاطلاع على آخر المستجدات ومواكبة كل ما يحدث في العالم وتأثيره في الوضع المحلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى