الشاشة الرئيسيةمقالات

غترة بلا عِقال …وعالم بلا عُقّال

د.عبدالمهدي القطامين
لم يكن بغريب على ذلك الفتى اليعربي ان يلبس غترته بلا عقال وهو يشيع فارسا كان مثل رمح رديني انكسر وما انحنى قاوم وما استسلم اسشتهد وما نَخْ.
قائد تلك الامارة الواثقة على كتف الخليج العربي يعرف من اين تؤكل الكتف ويعرف مقامات الرجال ويعرف ان ليس كل الرؤوس سواء ويدرك رغم ان لوسيل مجاورة تماما للعديد ان هناك لحظات قومية فارقة اما ان تكون فيها او لا تكون وقد كان حين رسم الحزن ملامح وجهه واوغل في صدره والقى بالعقال بعيدا في حضرة تشييع الشهيد الصاعد بعنفوان نحو السماء.
وقد قال قائل في غمز من قناة قطر الا ترى العديد هناك فقلت من كان منكم بلا عيديد فليرجمها بحجر فقد فرضت موازين القوى العالمية المختلة ان يكون في كل دولنا وجودا لأقوى قوة في العالم تلك التي ترسم معالم العالم وتسيره على هواها الا من رحم ربي ولعل رحمة الله احيانا تتجاوز من لا يستحقونها .
الجمعة لف الحزن الدوحة فزحفت الجموع من كل حدب وصوب تشيع من قال لا في وجه من قالوا نعم من شد زناد بندقيته بقلب اولاده واقسم ان لن يمر الطغاة وان مروا فهذه ارواحنا للقاع فداء .
اعرف ان للشهادة طعم لا يعرفه سوى الشهيد وان بينه وبين الله اسرارا كثيرة لا ندركها نحن الذين رضينا ان نعيش على هامش الحياة والموت بين بين.. فرحين بدنيا فانية ومصير ابدي غامض .
من قال ان الشهداء يموتون وقد قال الله عز وجل انهم غير ذلك وانهم احياء عنده يرزقون …من قال ان طعم الموت واحد فهو كاذب ….فطعم الموت في امر حقير ليس ابدا كطعم الموت في امر عظيم وطعم الموت من اجل فلسطين ليس كطعم اي موت انه بدء العروج الى السماوات هناك حيث لا يظلم احد .
ابو العبد الشهيد لم يسبل عيونه ولم يمد ايده يحنونه فقد تصاعد كله ايقونة من شهادة وعطر وسجادة صلاة ومصحف وقضية لم ولن تموت .
يا اهل قطر شكرا لكم وانتم توارون الشهيد في دياركم شكرا لكم وانتم تقلبون الغترة وترمون العقال .
ويا اهل الشهيد قد علمتمونا ان لله ما اعطى ولله ما اخذ فعظم الله اجركم اجمعين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى