الشاشة الرئيسيةمحليات

طريق رأس النقب.. ما يزال مصيدة للمركبات والأرواح

جدد مواطنون وزوار وسائقون شكواهم من رداءة طريق رأس النقب العقبة وبالاتجاهين، في الوقت الذي اعترف فيه وزير الأشغال بخطأ ارتكبته الوزارة، عندما قررت إعادة تأهيل الطريق الصحراوي وتركت الجزء المتبقي من رأس النقب وهو الأكثر خطورة والبالغ 60 كم.
ويقول سائقون إن الطريق وبالاتجاهين تعتبر مصيدة للحوادث المميتة وتزداد سوءا يوما بعد يوم، مؤكدين أن الطريق اصبح لا يطاق وتسبب بأعطال كبيرة للمركبات، خاصة أصحاب الشاحنات الناقلة للمواد التموينية والسلع والبضائع من ميناء العقبة الى عمان وبالعكس بالإضافة إلى الأحمال الثقيلة من قبل شاحنات النفط والغاز.
ويشير مواطنون، إلى أن الطريق تشهد باستمرار حوادث سير قاتلة بسبب الحفريات والانزلاقات عليها، مؤكدين ان هناك سرعات عالية وجنونية من قبل وسائل النقل بالشاحنات تعرض حياتهم للخطر.
والطريق الواصل من رأس النقب إلى العقبة وبالاتجاهين، غير داخل في عطاء إعادة وصيانة الطريق الصحراوي، في الوقت الذي تشكل بؤرة سوداء، تكثر عليها الحوادث المرورية المميتة بسبب المنحدرات الخطرة ورداءة الطريق.
وأشار مواطنون إلى ان قيادة العديد من سائقي هذه الشاحنات بسرعة جنونية يؤدي إلى حوادث مميتة وقاتلة، في ظل تكسر وعدم جودة الطريق الواصل إلى العقبة وبالتحديد في منطقة رأس النقب المنحدر.
ويقول سائق الشحن ايمن الخوالدة، إن طريق النقب من أسوأ طرق المملكة من حيث رداءته وافتقاره لوسائل السلامة العامة، وهو فعليا مصيدة للمركبات بحفره العميقة، والذي تشهد المركبات فيه أعطالا مستمرة وصيانة دائمة، مؤكداً انه من المؤسف على وزارة الأشغال تركه دون عمل صيانة عاجلة لتسير عليه المركبات بشكل آمن.
ويعتبر الطريق الصحراوي الرابط الحيوي بين عمان والعقبة، ويشهد حركة مرورية على مدار الساعة، فيما تعتبر كل دقيقة بمثابة عدّاد مؤقت للحوادث المرورية، سيما وأن الطريق يحمل ازدواجية الخطر ما بين الشاحنات العملاقة، خاصة (تنك الفيول) وبين تعرجه واهترائه والتحويلات الخطرة التي أودت بحياة العشرات من المواطنين.
هذه العوامل ساهمت في تكرار حوادث مميتة وشبه يومية، خاصة في المنطقة الواصلة بين رأس النقب في معان إلى العقبة.
ويشير السائق محمد النعيمي، إلى أن معظم المركبات التي ترتاد الطريق معرضة للخطر، سيما مع وجود تلك الشاحنات العملاقة والمحملة بمادة الفيول، والتي تربك السائقين وتشتت تركيزهم، خاصة وهي متجهة إلى مدينة العقبة دون حمولة فتكون سرعتها جنونية بدون حسيب أو رقيب، واصفا إياها بالقنابل الموقوتة.
وأوضح أنه شاهد بأم عينه العديد من الحوادث المرورية على هذا الطريق، مشيرا الى انه لا يكاد يمر شهر دون وقوع حادث أو حادثين.
وتشكل رداءة الطريق عنصرا مفاجئا للعديد من السائقين خاصة ممن يستخدمونه لأول مرة، اذ انه ورغم بعض الإصلاحات الجوهرية عليه في الفترة الأخيرة، لكنها إصلاحات تتم ببطء ولا تتناسب مع أهمية الطريق الحيوي، وفق سائقين.
ويقول مواطنون، إن غالبية الشاحنات (تنك الفيول والبترول) التي تمر عبر هذا الطريق لا تلتزم بقوانين المرور الصحيحة، فضلا عن وزنها الزائد والذي يتسبب بسرعة اهتراء طبقة الإسفلت.
ويطالب سائقو السيارات الصغيرة والمتوسطة، بوضع آلية للمحافظة على الطريق من التلف السريع بإيجاد المقومات التي تحميه من هذه الحمولات الزائدة، وضرورة أن تكون هناك علامات مرورية ولوحات تحذّر السائقين من مضاعفة الحمولة.
وأكد المواطن معين الرفايعة، أن تعرّج الطريق وميلانه بزوايا أشبه بالخط المنحني خاصة طريق النقب ساهم في زيادة المخاطر. ويرى أن تحديد المسارات وإلزام الشاحنات بالسير في أقصى اليمين أمران غاية في الأهمية يجب تطبيقهما وإجبار السائقين على الالتزام وتغريم كل من يخالف تلك القوانين.
ويطالب بأن يتم النظر هندسيا ومروريا بفاعلية المنحنيات الحالية التي تمثل أكبر خطر يشهده هذا الطريق لأنها منتشرة بشكل كبير.
ويقول المواطن محمد الحويطات، إن الطريق الواصل ما بين بداية رأس النقب إلى العقبة يعاني تكرار الحوادث الدامية، خاصة أن الطريق يفتقر لأدنى مقومات السلامة المرورية، ولم تتم عليه الصيانة منذ اكثر من 15 سنة، مؤكدا أهمية إيجاد قوانين وضوابط تحدد وتمنع تحميل الشاحنات أوزانا تفوق طاقتها الاستيعابية، وأن تكون هناك متابعة لتلك التجاوزات.
وقال السائق راكان عليان إن الطريق يعاني من مشاكل تحتاج إلى لجنة لإعادة تقييم الشركات المنفذة للمشروعات، حيث كانت في السابق السرعة الزائدة هي السبب في وقوع العديد من الحوادث، أما الآن فالطريق ذاته فيه العديد من العيوب منها ضعف الطبقة الإسفلتية وضعف الإنارة ببعض أجزائه، فضلا عن المنحنيات الخطيرة والشاحنات.
واكد أن مخاطر الطريق تزداد يوما بعد آخر، مطالبا بالحد من ظاهرة السرعة الزائدة بتشديد المراقبة على سائقي الشاحنات، وتأهيل الطريق وتوسعته بما يتلاءم مع رؤية السائقين، لتوفير مستوى أكثر أمانا لدى سائقي المركبات وتحقيق السلامة المرورية المطلوبة.
ويطالب المواطنون الجهات المختصة بمراقبة أفضل للشاحنات التي تسير بسرعة كبيرة تتجاوز الحد المسموح به.
ويصف المواطن تامر الصمادي، سرعة صهاريج النفط بأنها جنونية، خاصة تلك الشاحنات التي تذهب إلى العقبة من أجل حجز دور للتحميل، فتجدها تسير بطريقة غير قانونية مخيفة للسيارات الصغيرة.
من جهته أكد مصدر أمني أهمية تشديد الرقابة على الطرق الخارجيّـة، خاصة الطريق الصحراوي، مشيرا إن هناك دوريات على مدار الساعة على الطريق الصحراوي مخفية تضبط وتتابع حركة صهاريج الفيول من حيث السرعة، مبينا أن هناك دوريات ترصد سرعة هذه الشاحنات، وكل سائق يتم ضبطه مخالفا، تحجز رخصته وإذا لزم الأمر يحول إلى الحاكم الإداري أو القضاء.
بدوه قال وزير الأشغال العامة والإسكان المهندس يحيى الكسبي إن الوزارة ارتكبت خطأ كبيرا لعدم شمول طريق رأس النقب بصيانة الطريق الصحراوي وتكملة الجزء المتبقي منه، مبينا أن وزارة الأشغال ستعمل حال توفر الإمكانيات المادية على صيانة الطريق وإعادة تأهيله، وهو حاليا أولوية قصوى.

الغد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى