الشاشة الرئيسيةدولي

طائرات مُسيّرة لأوّل مرّة من العراق.. لماذا طلب الأردن من حماس تجنّب قصف “إيلات”؟ مخاوف عميقة من نشاط الحوثيين على البحر الأحمر وواشنطن دعمت تعزيز الدفاع الجوي لـ”المملكة” والسّيناريو الأسوأ يتضمّن دُخول الصّاروخ “البالستي” على الخط

الغواص نيوز
يتّفق الخطاب السياسي الرسمي الأردني فورا ولسبب بمدلول عميق مع أي تصريح يصدر في المجتمع الدولي تحت عنوان “منع إتساع الصدام العسكري” ويقرن الأردن بوضوح ذلك برفع شعار الأولوية الأكبر الآن لوقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.
ويرى سياسيون أردنيون بارزون أن منع معركة غزة من التوسع في الرقعة الإقليمية هو بحد ذاته هدف سياسي وأمني بالنسبة لعمان لأن الأردن لا يريد أن يرى نفسه عالقا وسط معمعة المواجهات ضد إسرائيل ومعها في محيطه اللبناني والسوري والعراقي.
لذلك وبعد الكشف عن التصدّي ولأول مرة تماما لطائرات مسيرة حاولت التسلل الى البلاد من العراق هذه المرة وجد الأردن نفسه مضطرا لتعزيز احتياطاته في الدفاع الجوي حصرا تحسبا لاتساع نطاق الصدامات اقليميا وبسبب الإطار الجيوسياسي للأردن وسط معركة لم يكن طرفا فيها بكل الأحوال.
ويبدو أن التعامل مع طائرات مسيرة صغيرة أرسلت من العراق والانتباه لأخرى تحاول العبور عبر البحر الأحمر إلى إيلات الاسرائيلية عناصر قرعت الجرس الأمني الأردني بالمعنى العسكري.
ولذلك سارعت عمان لطلب ملح من واشنطن وتحديدا من وزارة الدفاع حصرا قوامه نشر بطاريات باتريوت على الحدود الاردنية مع العراق وسورية وفلسطين المحتلة من الطراز المطور كما طالب الاردن بتزويده بأنظمة دفاع جوي متخصصة برصد وملاحقة الطائرات المسيرة تحديد.
على الأرجح تم تزويد الأردن بالمطلوب.
لكن مسؤولون كبار عبّروا في جلسات مغلقة مؤخرا عن مخاوف من توجيه صواريخ بالستية اذا ما تطورت المعركة سواء من إيران أو حتى من اليمن لان العبور عبر الأجواء الاردنية مسار حتمي لهذا السلاح البالستي الخطير ومن الاتجاهات الاسرائيلية في حالة الرد ايضا، الأمر الذي يبرر تركيز الاردنيين على تعزيز احتياطات الدفاع الجوي وحصرا انظمة باتريوت المتطورة التي ارسل مثلها الى اسرائيل وزودت به مجموعات عسكرية امريكية داخل الاراضي الاردنية.
وكان مدير التوجيه المعنوي في الجيش الأردني قد أعلن عن أن بلاده طلبت من الحليف الأمريكي تعزيز الدفاعات الجوية.
لكن دون التطرق إلى التفاصيل الأمنية والحسابات التي دفعت في هذا الاتجاه وأغلب التقدير أن الأردن على قناعة بضرورة الاستعداد لوجستيا لأسوأ احتمالات انتقال واتساع الصراع العسكري في المستوى الاقليمي فيما تحتاج مدينة العقبة أيضا إذا ما دخل الحوثيون بكثافة لأنظمة دفاعية معززة أو اذا ما قررت فصائل المقاومة الفلسطينية التركيز أكثر على قصف إيلات المدينة الإسرائيلية الصغيرة على البحر الأحمر بالقرب من مدينة العقبة.
وكانت رسالة خاصة قد وجّهت لقيادات في حماس من الجهات الاردنية تقضي بأن تتجنّب قصف إيلات بسبب اطارها اللصيق جغرافيا بمدينة العقبة الاردنية حيث أن مطاري رامون والحسين في العقبة وايلات متلاصقين معا.
وحيث أن الحسابات الاستراتيجية العسكرية لحماية أجواء وحدود الاردن في حال تدحرج التصعيد العسكري إقليميا نوقشت بكثافة مع الأمريكيين.
راي اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى