الشاشة الرئيسيةفكر وثقافة

ضاقت الفجاجُ

ضاقتْ فِجاجُ الأرضِ عني والمدى
كَمَدًا على الأقصى أنادي المسجِدا
وأغيبُ من خلفِ الرؤى مُستطلِعًا
فيلفُني شبحُ الصُّراخِ بلا صَدى
عاثتْ خنازيرُ اليهودِ بأرضِنا
من ذا يُطهّرُ رِجْسَهُمْ والموْردا
فالعُرْبُ في وَحْلِ الخُنوعِ تمدّدوا
وعيونُهمْ فيها الهوانُ توسَّدا
شجْبٌ وإنكارٌ وبعضُ تأثُّرٍ
وغُثاؤهمْ ما صاحَ أو قد ندَّدَا
ماتت عزائمُهم وجفَّ ضميرُهم
وقلوبُهم غُلْفٌ تناهَشَها الصَّدا
وأنا على بَوْحِ القوافي عاكِفٌ
آوي إلى ِمحرَابها مُستنجِدا
أشْهرتُها كالسيفِ في وجه العِدا
والسيفُ من حطّينَ ما قد جُرّدا
فالغيضُ يقطرُ من حُشاشةِ مُهجتي
والقهرُ أمطرَ في الفؤادِ وأرْعَدا
أقتاتُ من دمعي على نارِ الكرى
ويذوبُ صوتي بالتنهُّد في المدى
والحزنُ يأكلُ في ضلوعي والحشا
وكأنّه حزَّتْ على كَبِدي المُدى
هَدمُوا المساجدَ والمنازلَ كلّها
هتكوا العُروبَةَ واسْتباحوا السُّؤددا
وصُراخُ ثكلى بالحنينِ توجّدتْ
وَفَمُ الطُّفولةِ بالدِّماءِ تَورّدا
وَأَبٌ يطوفُ على الرُّكامِ مُلمْلِمًا
أشلاءَ أزهارٍ خَبا عنها النَّدى
لا لنْ تدوموا يا كلابُ بأرضِنا
وسُيوفُنا عن قتلِكمْ لن تُغمدا
وتظلّ أقمارُ الكرامةِ شُرّعا
والنورُ في لُجَج الليالي سرْمدا
ما زالَ في قلب العُروبةِ غزّة
من عزمِهمْ وُلِدَ الفدى وتمرَّدا
قد أقسموا بالله واعتصموا به
من وجهِهمْ طلَعَ السَّنا وتوقَّدا
ما زال في الأرحامِ جيلٌ تائرٌ
جيلٌ عنيدٌ يشتهي نارَ الرّدى
فاستبشري يا قدسَنا لا تيأسي
ضَرَبَ الرجالُ إلى قبابكِ موعِدا
فنضالُهم سيظلُّ في قلبِ المدى
نقشًا على وجهِ الكًرامةِ خُلِّدا
بكر المزايدة
18/10/2023

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى