الشاشة الرئيسيةمحليات

سوء تنظيم الحفلات الفنية.. من يعوض المواطن عن الإلغاء المفاجئ؟

الغواص نيوز

تذاكر تُباع، وأماكن تُحجز، وحماس يجذب شبابا وفتيات وعائلات، لحضور فعاليات يتم الإعلان عن تنظيمها قبل أسابيع عديدة من اليوم المحدد.
وعند ساعة الصفر، إما أن يتم إلغاء الفعالية، أو أن ينصدم الجمهور بالتنظيم “الفاشل”، ليقعوا في فخ البحث عن المتعة والترفيه مع العائلة.
ومؤخراً، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي “مناكفات” واتهامات ما بين المواطنين الذين تضرروا جراء إلغاء تلك الفعاليات، وما بين الجهات الرسمية المعنية بتنظيم مثل تلك المناسبات أو الرحلات السياحية، والتي قد يكون تكرار الأخطاء في جوانب التنظيم والترخيص سبباً في “بناء نمط سلبي عن السياحة الفنية في الأردن على المدى البعيد”، كما عبر بعض المواطنين من خلال تلك المواقع.
ما أثار حفيظة الكثيرين هو إلغاء حفل الفنان العراقي سيف نبيل، قُبيل ساعات قليلة من إنطلاقه، إذ خرج نبيل على متابعيه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي متحدثاً عن إلغاء الحفل الفني الخاص به، والذي كان مقررا في عمان.
وقال نبيل إنه “كان على استعداد تام لإحياء حفلته فِي عمان، لكنه فوجئ أثناء أدائه التدريبات الصوتية بأن مكان الحفل لم يكن جاهزا واعتذر عن عدم إحياء حفله بسبب الإلغاء لخرق المقاول لشروط الحفل، آملا أن ألتقي بكَم في وقت آخر”.
تساؤلات كثيرة طرحها المواطنون، “هل هذه الحفلات الضخمة تُقام دون تنظيم وتنسيق مع الجهات الرسمية المختصة؟ أين الجهات الأمنية عن مثل تلك الخروقات؟ هل سيتمكن مشتري التذاكر من استرداد أمواله خاصة أن بعض التذاكر تعتبر باهظة الثمن؟
وكيف لنا كمواطنين أن نجد منصة آمنة لحجز حضورنا في حفلات فنية أخرى دون الوقوع في فخ الفشل الإداري والتنظيمي؟”.
إلى ذلك، تساءل مواطنون كيف يتم تنظيم حفلات ولا يتمكن من يشتري التذاكر من حضورها بسبب سوء التنظيم، كما في حفل سيف نبيل، الذي من المفترض أن الشركة ماضية في إقامة الحفل حتى ساعات ما قبل الإلغاء، بل وتفاجأ مشتري تذاكر بإلغاء الحفل من خلال الفيديو الذي بثه الفنان سيف عبر حسابه الخاص على الإنستغرام، وتجمعت الأجهزة الأمنية أمام مكان الحفل بسبب تواجد من دفعوا ثمن التذاكر، ولم يحضروا الحفل، حيث طالبوا المنظمين بثمن التذاكر.
عدا عن ذلك، تعرض عدد كبير من المواطنين ومنهم عدد ممن يُعتبرون “مشاهير” على مواقع التواصل الاجتماعي، لما أسموه “نصب واحتيال” في تفاصيل رحلة سياحية إلى مدينة البترا ووادي رم، حيث نظمت إحدى الشركات رحلة تخييم ومبيت إلى وادي رم وقامت ببيع أكثر من 1000 تذكرة، والتي تراوحت أسعارها ما بين 90 – 200 دينار، ولكن تبين فيما بعد أن هناك عددا كبيرا منهم لم يكن له حجز في المبيت، وتم إطفاء الأنوار في المكان.
ووفق القوانين المُتبعة في الأردن، فإن تنظيم الحفلات الفنية على اختلافها يتم من خلال عدة جهات رسمية، إذ تختص سلطة إقليم العقبة بتنظيم مختلف الفعاليات التي تُقام ضمن اختصاصها، بالإضافة إلى بعض الفعاليات التي تتم في منطقة البترا ووادي رم.
كما يمكن أن تكون هناك حفلات فنية ومهرجانات تُقام من خلال تصاريح تسمح لهم بذلك من خلال الجهات المعنية في وزارة الداخلية، وذلك بناءً على طبيعة الفعالية القائمة، فيما هناك مجموعة أخرى تُقام من خلال تواصل الشركات المنظِمة مع وزارة السياحة، والتي بدورها توافق على إقامتها بناءً على إلتزامها بالشروط والقوانين المُتبعة ضمن تعليمات وزارة السياحة.
مدير وحدة الإعلام والاتصال والتعاون الدولي في وزارة السياحة أحمد الرفاعي قال في تصريحه “للغد”، إن حفل الفنان العراقي الذي أُثير الجدل حوله مؤخراً لم يكن لوزارة السياحة أي علاقة في تنظيمه، ولم تتقدم الشركة المنظمة لأخذ التصاريح والموافقات اللازمة من الوزارة، مشيراً إلى أنه ليس من الضرورة أن يتم تقديم طلب التصاريح من وزارة السياحة فقط، بل هناك عدة جهات مسؤولة عن الحفلات الفنية التي تُقام في المملكة.
ووفق الرفاعي فإن النصيب الأكبر من الحفلات الفنية التي يتم إقامتها في داخل المنشآت السياحية والفنادق يتم إقامتها بالتنسيق مع وزارة السياحة، وذلك كونها تقع ضمن اختصاص الوزارة تحديداً، ووفق النظام القانوني للوزارة والتعليمات المسجلة لديها، وبالتالي، تؤكد وزارة السياحة على التزامها الكامل بإدارة وتصريح كافة الحفلات الفنية فيها.
كما أكد الرفاعي أن وزارة السياحة حريصة كل الحرص على أن تكون على تواصل ومتابعة مكثفة لمختلف الفعاليات الفنية التي تمنحها تصريحا لإقامة أي فعالية فنية، والوقوف على كافة التفاصيل والتأكد من سلاسة التنظيم وقانونيته، والمتابعة من الجهات المنظمة حتى آخر لحظات الحفل، وذلك لتجنب حدوث أي مخالفات على مختلف الجوانب.
أما فيما يتعلق بـ “فعالية وادي رم البترا”، فقد أصدرت إدارة مهرجان المناطيد الأردني بيانا حول ما جرى في منطقة وادي رم، بالتزامن مع إقامة المهرجان، حيث تبين أن فئة مجهولة استخدمت اسم مهرجان المناطيد الأردني لمحاولة الاحتيال على المواطنين والسياح، وذلك ببيعهم تذاكر وحجوزات وهمية مدعية أنها تتبع مهرجانا في منطقتي وادي رم والبترا.
وبحسب البيان، فإن إدارة مهرجان المناطيد تعمدت إبلاغ وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة بهذه الواقعة، وأن لها حق الملاحقة القانونية للأشخاص الذين استخدموا اسم المهرجان للنصب والاحتيال والاساءة، وستكون هناك شكوى رسمية لدى دائرة الجرائم الإلكترونية في الأمن العام، للوقوف على حقيقة المتسببين بذلك، وتقديمهم للقضاء الأردني، مطالبة المواطنين أهمية أخذ الحيطة والحذر من هذه الإعلانات “الزائفة”.

الغد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى