الشاشة الرئيسيةمقالات

حين يقول الملك كلمته

د.عبدالمهدي القطامين
خطاب فصل قاله الملك عبدالله الثاني في افتتاح جلسات الدورة العادية لمجلس الامة وهو خطاب جريء في ظل صمت عربي باهت وعلى الرغم من الاردن يلتزم بمعاهدة سلام مع الكيان وبتحالف استراتيجي مع الولايات المتحدة التي انحازت بشكل فاضح لدولة الاحتلال فأن الملك وضع النقاط على الحروف وانحاز الى وجع الامة الدائم فلسطين واعلنها بصراحة لا حل الا ما اتفق عليه سابقا دولتان والقدس عاصمة للدولة الفلسطينية .
الغضب الملكي النبيل لم يأت من فراغ ولم يأت على هامش الاحداث وانما هو سياسة هاشمية ممتدة الى عمق التاريخ فقد ظل الاردن على الدوام ملجأ كل العرب ومقرهم لا ممرهم وجابر عثرتهم كما كان بوصلة التحدي العربي في كل الحروب التي خاضتها الامة دفاعا عن وجودها .
الملك الغاضب على ما يجري اعلن قبل الخطاب عن ارسال اكبر بعثة طبية ومشفى في تاريخ غزة وحروبها مع الكيان وتحدى دولة الكيان في ان تعترض سير القوافل الانسانية المسيرة الى غزة في محنتها كما يعربد نتنياهو وحكومته المتطرفة ويتباهى بتدمير كل ما يدخل غزة من مساعدات .
الاردن لم يكن يوما الا مع امته ولم يكن يوما الا مع الحق العربي ومع الانسانية وحين يقول ملك الاردن ما قاله في افتتاح مجلس الامة على العالم ان يسمع ويعي وعلى العالم العربي او لنقل الأمة العربية جمعاء وقادتها ان يستمعوا جيدا وان يغاروا قليلا مما سمعوه فهذا الملك وهذا الوطن العروبي لم يكن يوما على الهامش ولن يكون .
ندرك ان الامة في اشد ظروفها وهنا لكننا في الوقت ذاته ندرك ان كلام الرجال يجب ان يكون بقدر الحدث وان الاستفراد بغزة وفلسطين في ظل هذا الصمت المريب هو ذروة سنام الخيانة ان لم يكن كلها .
الرائد لا يكذب اهله وهذا ألغضب الملكي هو غضبنا جميعا وما يجري لا يحتمل الصمت من يصمت عن الحق ليس شيطان فقط بل جبان ايضا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى