الشاشة الرئيسيةمقالات

حادثة الكلورين ….اين الخلل؟

د. عبدالمهدي القطامين
الكثير من الأسئلة اثارتها حادثة تسرب الكلورين في العقبة الذي اودى بحياة 13 شخصا انتقلوا الى رحمة الله جميعا واذ نعزي اهالي شهداء الواجب ونسأل الله ان يجبر صوابهم ويلهمهم الصبر علينا ان نتوقف طويلا امام تكرار مشهد الموت لأسباب تتعلق بالاحتياطات الواجبة الاتباع عند الازمات وما قبلها وما بعدها واول الأسئلة التي تلح وتطرق جدران الواقع المؤلم لماذا ميناء كلف ما يزيد على ٣٠٠ مليون دينار يفتقر الى مبادئ السلامة العامة ومن شاهد لحظة وقوع الحادث يعجب للتتابع القريب للشاحنات التي تحمل المادة الكيمائية الخطيرة هذا اولا ولا يشاهد اي احتياطات احترازية من حيث اللباس المناسب للتعامل مع احتمالية وجود اي تسرب من الخزانات التي تحمل المواد الخطرة تلك ثم ان السؤال الاخطر من ذلك لماذا سمح بتحميل هذه المواد الخطرة من على ارصفة الميناء الرئيس وليس من رصيف المواد الصناعية المخصص لهذه الغايات والمجهز لها ومن كان وراء هذا القرار .
ثم تتوالى الاسئلة المقلقة اذا علمنا ان هناك مجلس ادارة متخصص او يفترض ان يكون كذلك لإدارة الميناء وواجبه الاهتمام بمسألة السلامة العامة ومنع وقوع الازمات والحوادث والتعامل معها باستراتيجية علمية وخطوات محددة عند وقوعها للحد منها فأين دور المجلس من كل هذا ؟
ادارة الازمات ما زالت لدينا قاصرة وعمياء في العديد من مؤسساتنا وشركاتنا على الرغم من اجراء العديد من التمارين الوهمية كل عام للتعامل معها ولكن فيما يبدو ان لها من اسمها نصيب فقد ظلت وهمية واهية قاصرة عن تعليم المعنيين اليات ادارة الازمات والتعامل معها لتخفيف حدتها وتقليص تأثيراتها حال الحدوث .
اعتقد ومن خلال معطيات الواقع ان حوادث اخرى ستقع اذا ظل الحال كما هو عليه في ظل غياب رقابة مجالس الادارات على الاداء التنفيذي للشركات والاهتمام بمسألة السلامة العامة التي هي من اساسيات عمل اي منشأة او شركة خاصة المنشآت الصناعية والموانئ التي تتعامل مع الكثير من البضائع المصنفة بالخطيرة سواء في عمليات الاستيراد او التصدير .
اثناء الحادث تجولت في عدة طرق في العقبة وكان الجيش قد انتشر بلباسه الجميل وبنادقهم المشرعة وكانوا يقدمون الماء والاقنعة الواقية للمارة في الطرقات وكان افراد الامن والدفاع المدني مثل خلية نحل ينقلون المصابين الى المشافي التي اكتظت بالمصابين ساعات طويلة كانت العقبة قد استنفرت كلها وكان حجم المصاب كبيرا .

الشباب الراحلين يوم امس وهم في عمر الورود تركوا خلفهم اباء وامهات مكلومين وأطفال ينتظرون زيارة العيد القادم من والديهم محملين بهدايا العيد وحين يعرفون ان حبل العودة انقطع سيرتجون كثيرا امام حجم الحقيقة التي ربما لا يدركونها وسيسألون لماذا لم يعد بابا ؟ والجواب المر هو لأن الحبل انقطع …. والسؤال الامر من كل الأسئلة لماذا انقطع الحبل أصلا ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى