الشاشة الرئيسيةمقالات

جبل الجبص …والتفكير خارج الصندوق

د.عبدالمهدي القطامين
في العام ٢٠١٠ وكنت انذاك مستشارا اعلاميا لسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة تم بحث مشكلة جبل الجبص الناتج عن عمليات انتاح الفوسفات في المجمع الصناعي واختلفت الاراء في معالجة المشكلة التي قد تؤدي الى تهديد بيئي وطُلب من شركة الفوسفات انهاء الجبل وتفتيته ونقله لكن الكلفة كانت جد عالية كما اعلنت الشركة واستمر الجبل في النمو ليستمر تهديده المؤجل والقادم بلا شك .
وكان لا بد من حل حتى بدأت الشركة في عهد الدكتور محمد الذنيبات ببحث الموضوع للتوصل الى حل مناسب غير باهض التكلفة وصديق للبيئة.
كان الامر يحتاج الى تفكير خارج الصندوق وكان الاجراء والتوجه نحو تخضير الجبل وزراعته وفق مخطط يجعل منه متنزها للعقبة واهلها .
وقبل عام دعينا الى المرحلة الاولى من المشروع فزرعنا الشجر وبما يتناسب مع تلك التربة الجبصية الصعبة واليوم عدنا للبدء في مرحلة المشروع الثانية …كان الشجر قد نمى وازهر واصبح ظلا وارفا مع اطلالةٍ بانورامية ساحرة على البحر وكان الهدف اليوم زراعة …٢٢ الف شجرة وتجهيز اماكن للجلوس ومظلات ومرافق خدمية كفيلة بأن تحول المكان من مشكلة بيئية الى مساحة فرح وجلسات جميلة ومتنفس للعقبة وزوارها .
قصة جبل الجبص هي قصة يجب ان تروى وهي مثال على قدرة الادارة الواعية بتحويل التحديات الى فرص حقيقية وهي ترجمة لمعنى ان تكون الشركات منتمية لبيئتها منسجمة مع ذاتها ناشرة لخيرها على محيطها .
وكم كنا سعداء اليوم ونحن نواصل زرع الجبل بالشجر الذي سيكون ظلا ظليلا بعون الله لمن يشاء من اهل العقبة وزوارها فثمة فسحة للتأمل هناك مع اطلالة جميلة على البحر الذي يبدو ساكنا من بعيد فيما تظل النوارس وحدها تجوب الافق بحثا عن رزق مخبوء في البحر .
لكوادر الفوسفات الذين صمموا شكل الجبل واليات تخضيره والعمل على تجهيز جلساته ومظلاته بمواد طبيعية معاد تدويرها كل التحية وهم يحولون الخطر البيئي الى فرح اخضر يمد جناحه على جبل كنا نظنه سيبقى كابوسا والى الابد…. والشكر جله لفارس الفوسفات رئيس مجلس ادارتها د. محمد الذنيبات الذي انقذها من عثراتها واستطاع ان يمنحنا نحن ابناء تخوم الصحراء العاشقين للخضرة مساحة فرح اخضر تماما مثل شعار الفوسفات الذي يغطيه اللون الاخضر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى