الشاشة الرئيسيةمحليات

بين الإعلام التقليدي والرقمي وثورة الذكاء الصناعي وسطوة السياسة ورأس المال نقاشات ذات طابع عالمي تثيرها أعمال اليوم الثاني لملتقى “مستقبل الإعلام والاتصال”

الغواص نيوز
أثارت جلسات اليوم الثاني لملتقى مستقبل الإعلام والاتصال الذي ينظمه مركز حماية وحرية الصحفيين في فندق الرويال عمان جدلاً واسعاً في محاورها وخلواتها الجانبية لقضايا تشهد اهتماما عالمياً فيما يتعلق بالإعلام والذكاء الصناعي وسطوة السياسة والوصول إلى المعلومات.

ناقشت أولى جلسات اليوم الإثنين مسألة الإعلاميين المحترفين والمؤثرين على السوشيال ميديا بين تبادل الأدوار والصراع على الجمهور، حيث اجتمعت آراء المتحدثين في الجلسة على سطوة السوشيال ميديا أمام الإعلام التقليدي، أشار خلالها مدير الأخبار لقناة رؤيا سعد حتر إلى تراجع كبير للإعلام التقليدي وهيمنة وسطوة كبيرة للإعلام الرقمي مما أوجد المواطن الرقمي، لافتاً أن الحكومات المتعاقبة التي سنت قوانين قيدت الحريات بحجة اغتيال الشخصية أدت بالنتيجة إلى الإجهاز على الإعلام التقليدي، وأن هذه القوانين كانت حجة لتهديم الإعلام التقليدي وبالتالي هذا الإعلام لم يعد مؤثراً.

أضاف حتر “نحن بحاجة إلى جيل جديد من الإعلاميين الرقميين الذين يستطيعون مواكبة موجة الذكاء الصناعي، وعلى الجيل الجديد تعلم الأدوات التقليدية بأدوات مختلفة”، لافتا إلى أن قطاع الإعلام التقليدي خسر كثيرا بموجة السوشيال ميديا وسيخسر أكثر.

المخرج والمذيع الأردني أحمد السرور عبر عن اعتقاده أن صاحب المحتوى السريع والمتكرر يكون لديه متابعين كثر مما يدعو المعلنين للجوء إليه، مشيراً أن الإعلام أصبح في منطقة معومة بين الحصول على الدخل المادي وبين المهنية.

وأشارت الناشطة على منصات التواصل الاجتماعي زينة حمارنة إلى وجود مزاحمة لدى الجمهور لصناع المحتوى، وأن الكثير من الصحفيين في العالم أصبحوا يفضلون إيصال معلوماتهم عبر السوشيال ميديا.

ووجد مدير السوشيال ميديا في قناة K 24 هاذان سعيد أن المؤثرين لديهم رد عاطفي في حين أن الصحفي المحترف ليس لديه مثل هذه العاطفة، داعياً المؤسسات والمنظمات إلى شرح خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي للجيل القديم حيث أن الجيل الجديد لديه معرفة تامة بهذه الخوارزميات ومطلع عليها.

التوظيف السياسي وصناعة اتجاهات الرأي العام
وقال المدير التنفيذي والمؤسس لشركة مكانة 360 عبد الرحمن الحسامي في جلسة تحت عنوان “الاتصال في العصر الرقمي .. التوظيف السياسي .. وصناعة اتجاهات الرأي العام” ان مواقع التواصل الإجتماعي ساهمت بشكل كبير بالتأثير في الرأي العام.

وأضاف أن الحكومات والمسؤولون يستفيدون ويستثمرون مواقع التواصل في إيصال المحتوى الذي يريدونه للرأي العام، لافتا إلى ان هؤلاء جميعا يقومون بتجميع ما يتم نشره من محتوى وحوارات على منصات التواصل، ومن ثم تحليلها بشكل دقيق، ومن ثم الخروج بتوصيات لصاحب القرار وصانع السياسات الإعلامية، حيث وبناء على هذه التحليلات يتم بناء الأجندات السياسية .

وأكد على ضرورة الإهتمام بالتركيز على توجيه المحتوى، لكل فئة مستهدفة، وان لا يكون المحتوى موجها للجميع بشكل عام .

الحسامي أشار إلى انه تم تجميع وتحليل 300 مليون حوار ومحتوى في الأردن خلال الـ 9 أشهر الماضية، لافتا إلى انه يوجد تقييدات ومحددات، وأن نسبة تقييد النشر تصل لنحو 10%.

نهاية الصحافة المكتوبة أم مقدمات لبدايات جديدة بأشكال مبتكرة؟!
وقدم رئيس تحرير الغد الزميل مكرم الطراونة في جلسة بعنوان “الصحافة المكتوبة انتهت أم هي مقدمات لبدايات جديدة” رؤية مشروطة لاستدراك خطر اندثار الصحافة المكتوبة، ووصفة للمسؤوليات المطلوبة من الدولة الأردنية ووسائل الاعلام والصحفيين للخروج من عنق الاندثار.

وقال الطراونة إن التحديات عديدة لكن ابرزها “التحدي المالي والمتمثل في أن الاعلان انحصر حاليا في الاعلان الحكومي والقضائي،فإذا انتهى هذا الاعلان انتهت الصحف، ما يستوجب البحث عن موارد مالية جديدة”.

وحول مسؤولية وسائل الاعلام والصحفيين، شدد الطراونة على ضرورة أن “تكون بدأت في إعادة النظر في محتواها والابتعاد عن التغطية الخبرية والذها نحو التعمق في المحتوى الذي يفسر ويحلل ويشرح ماوراء الاحداث، وهذا لا تقدمه ولا تفكر به المنصات التفاعلية”.

في موازة ذلك، لم يغفل الطراونة الاشارة إلى البيئة السياسية والتشريعية على وتأثيرها على المحتوى الاعلامي “فتدفق المعلومات يعاني من تراجع في ظل تشريعات مقيدة لكن يمكن الحركة فيها لكن تبقى مؤثرة سلبا على الاعلام، فضلا عن هوس يسيطر على المسؤول الحكومي في النشر على المواقع الاخبارية، وجميعها أسباب تؤثر على سقف الحرية”.

تأمين المعلومات الصحيحة لن يسمح بنشر الاخبار الكاذبة
وأكد أسعد ذبيان المدير التنفيذي لمبادرة غربال / لبنان في جلسة بعنوان “الإفصاح عن المعلومات في مواجهة الأخبار الكاذبة” على انه لو قامت الحكومات بتأمين المعلومات الصحيحة بشكل كامل، فلن يكون هناك فراغا يسمح بنشر الاخبار الكاذبة.

وتحدث معن البياري رئيس قسم الرأي في العربي الجديد قائلا أن الأخبار الكاذبة شأن اشخاص يعملون في الاعلام، مشيرا إلى ان واحدة من جوائز نوبل تم منحها لشخصية تعمل في مواجهة الاخبار الكاذبة وهذا يعني ان الاخبار الكاذبة تؤثر على السلام والاستقرار فأصبح الكذب سلوكا .

النوباني: قصتي تجربة يرويها نجوم الإعلام والفن ومنصات التواصل الإجتماعي
وفي جلسة خاصة لإحدى التجارب العملية مع السوشيال ميديا عبر الفنان الأردني زهير النوباني عن خشيته من تراجع منظومة الأخلاق وما يستقطب الجمهور من مواضيع غرائزية، لافتا إلى ان أجهزة الإعلام العربية مسؤولة عن مراقبة المحتوى.

قيادات إعلامية متشائمة لمستقبل الإعلام التقليدي
وفي الجلسة الختامية لأعمال اليوم الثاني من الملتقى ناقش قادة إعلاميون من الأردن وفلسطين وسلطنة عمان وإقليم كردستان العراق مسألة الإعلام ومساحات الفضاء العام ومقارباتها بين الشرق والغرب، تحدث خلالها من الأردن وزير الدولة الأسبق لشؤون الإعلام صخر دودين قائلا أن سبب المتغيرات والمقاربات بين الشرق والغرب يعود إلى التباين والتفاوت في الوضع الاجتماعي والديني بيننا وبين الغرب واختلاف المعرفة المتوفرة في الجانب الإعلامي .

وأضاف “لا يمكننا محاسبة الإعلامي والصحفي دون الوصول للمعلومة الصحيحة، فالغرب لديه حرية التعبير، لأن الحرية حق من الحقوق، ولا يمكننا أن نقارن بين الشرق والغرب بموضوع حرية التعبير، لأن لدينا تقييدا بهوامش الحرية بسبب الرقابة الذاتية”.

من جهتها أشارت مسؤولة التدريب وضبط الجودة في جامعة بير زيت في فلسطين نِبال الثوابتة إلى وجود مجموعة فضائيات ووكالات أنباء ومؤثرين في الأراضي الفلسطينية في الوقت الذي تتحكم فيه السلطات الإسرائيلية بمصدر الإنترنت الوحيد في فلسطين ويتحكم بمنظومته، مضيفة أن الإحتلال يمتلك وحدة عسكرية تسمى (8200) لمراقبة الصحفيين والمؤثرين والفضائيات، وتقوم بتحليل كل ما يتم بثه أو كتابته ونشره .

وأكدت الثوابته على وجود 65 ألف محتوى تحريضي ضد فلسطين والفلسطينيين، وأن ما يحدث في فلسطين، هو إبادة رقمية وليس تعتيم إعلامي .

وفي معرض إجابته عن سؤال حول هل نحن ذاهبون أو مقبلون على انتهاء الصحافة المهنية، أجاب نقيب الصحفيين في كردستان العراق آزاد الشيخ يونس بالقول أن “انتهاء الصحافة تعني انتهاء المسؤولية الوطنية والسلم المجتمعي، وانتهاء المسؤولية الأخلاقية”، مشيراً إلى بوادر لانتهاء الصحافة المهنية منها عدم تنظيم السوشيال ميديا.

من جانبه لفت نقيب الصحفيين في سلطنة عُمان محمد العريمي إلى وجود أزمة عدم ثقة بين النقابات في العالم العربي وبين الغرب .

وأضاف العريني أن ما نسمعه عن ديمقراطية الغرب كلام غير لائق، وأقرب حادثة دولية على ذلك ما حصل بين روسيا وأوكرانيا، حيث لم ينقل الأعلام ما يحدث بطريقة صحيحة حسب قوله .

يذكر أن أعمال الملتقى الذي ينظمه مركز حماية وحرية الصحفيين تتوزع فعالياته على ثلاثة أيام ويشارك فيه عدد من المشاركين والمتحدثين العرب والأجانب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى