اين التطوير يا شركة تطوير وادي عربة
د. عبدالمهدي القطامين
ما زلت ومن خلال جولاتي في ارجاء محافظة العقبة اريافا وبوادي ارى ان التنمية ان لم تصل اطراف العقبة وتطال ساكنيها ستظل تنمية عرجاء قاصرة خاصة وان وادي عربة على سبيل المثال تعد الاكثر فقرا والاكثر بطالة على المستوى الوطني لذلك بادرت حكومة الدكتور هاني الملقي مشكورة بتاريخ 9/ 10 / 2016 الى انشاء شركة تطوير وادي عربة لتكون محركا تنمويا للمنطقة ولتجلب الاستثمار اليها وتحارب الفقر الذي يمسك الناس هناك بقساوة .
اثناء استقبال مجلس ادارة الشركة ومديرها العام واهالي المنطقة لجلالة الملك الذي زار الشركة بتاريخ 29 كانون ثاني 2020 ليطلع على منجزها تم استعراض مخطط شمولي امام جلالة الملك كان مخططا جميلا فيه شرح مفصل عما تنوي الشركة تنفيذه ولكن فيما يبدو فقد ظل المخطط طريقه وجرفته العواصف الرملية التي تعصف بالمنطقة مع هبوب الريح في مواسم الشرقية ولان المثل يقوزل فذكر ان نفعت الذكرى فقد قال يومها مدير عم الشركة التالي
“ستقوم الشركة وضمن مخططها الشمولي بانشاء مصنع اسمدة كيماوية في المنطقة بكلفة استثمار تبلغ 75 مليون دولار ليوفر 120 فرصة عمل لابناء المنطقة اما المشروع الثاني كما قال مدير عام الشركة فهو انشاء مزرعة اسماك بحرية بعد جر مياه من بحر العقبة الى المنطقة الشمالية المحاذية لمنطقة رحمة لتعمل على الاكتفاء الذاتي من استهلاك المواطنين للاسماك ثم عرج المدير العام على المشروع الثالث وهو مشروع انتاج تقاوى البطاطا لسد احتياجات الملمكة من هذا المنتج الضروري لزراعة بطاطا المائدة ” طبعا كل هذا لم ينفذ منه حتى هذه اللحظة اي شيء فربما ان الاسماك اكلت التقاوى وان الاسمدة الكيماوية عملت على تسمم الاسماك وانتهت هذه المشاريع الثلاث في لمحة بصر .
مشكلتنا الحقيقية في الوطن اننا نعمل على انشاء مؤسسات ونزرعها بالمسميات الوظيفية التي ما انزل الله بها من سلطان مدير عام ، رئيس تنفيذي ، رئيس مجلس ادارة ، عضو مجلس ادارة ، ومكافات ، وسفر ، ومياومات ، وانفاقات ، والنتيجة صفر في صفر صفر في اغلب الاحيان والسبب الرئيس هو عدم المساءلة لا احد يسأل المدير العام ماذا انجزت ولا احد يسال رئيس مجلس الادارة ماذا صنعت ولا احد يعاقب عضو مجلس الادارة الذي لا يقدم اي قيمة حقيقية للعمل المهم هو التسميات والمخطط الشموي الذي يظل على الاغلب حبرا على ورق يعرض في المناسبات ملونا مصقولا ويا بيت ما دخلك شر .
ملاحظة لا بد منها
نسبة البطالة في وادي عربة تصل الى 75 % ونسبة الفقر تكاد توازيها ومع ذلك فان اهل المنطقة ما زالوا يقولون لو ان رياح التنمية تهب على بلادنا لكان حالنا افضل لكنها مع الاسف لم تهب وربما لن تهي ما استمر الحال على ما هو عليه .
ملاحظة اخرى
مرحب برد شركة تطوير وادي عربة ان كان لديها ما تقوله فيما ورد .