“المملكة لن تُطبِّع قبل اعتراف إسرائيل بحلّ الدولتيْن”: الدولة العبريّة تلتزِم الصمت حول التقارير الذي زعمت أنّ السعوديّة قطعت كافة الاتصالات معها بسبب تسريب اللقاء بين نتنياهو وبن سلمان في (نيوم)

“المملكة لن تُطبِّع قبل اعتراف إسرائيل بحلّ الدولتيْن”: الدولة العبريّة تلتزِم الصمت حول التقارير الذي زعمت أنّ السعوديّة قطعت كافة الاتصالات معها بسبب تسريب اللقاء بين نتنياهو وبن سلمان في (نيوم)
الغواص نيوز
التزمت إسرائيل الرسميّة الصمت المطبق بعد نشر موقع (إيلاف) السعوديّ خبرًا جاء فيه أنّ الرياض جمدّت جميع أشكال التعاون مع تل أبيب، وذلك ردًّا على قيام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالكشف عن اللقاء السرّي الذي جمعه الشهر الفائت بولي العهد، محمد بن سلمان في المملكة.
وعلى سبيل الذكر لا الحصر، اقتبست صحيفة (يسرائيل هايوم) العبريّة، المُوالية لنتنياهو، في عددها الصادِر اليوم ما جاء في الموقع السعوديّ دون التعليق عليه، أوْ دون الإشارة إلى أنّ ديوان رئيس الوزراء لم يُعقّب على ما جاء فيه، علمًا أنّ التقرير في الموقع السعوديّ اعتمد على مصدرٍ إسرائيليٍّ رفيعٍ رفض الكشف عن اسمه.
واكتفت وسائل الإعلام العبريّة، اليوم الجمعة، باقتباس الخبر في الموقع السعوديّ، دون أنْ تنشر تعقيبًا إسرائيليًا عليه، ودون أنْ تُحلِّل الخطوة الانتقاميّة السعوديّة، الأمر الذي قد يشي بأنّ وراء الأكمة ما وراءها، وأنّ الصمت الإسرائيليّ قد يُفسّر بعدم نية دولة الاحتلال إغضاب السعوديين أكثر، أوْ أنّها آثرت عدم الردّ لأنّ الخبر أصلاً يعتمِد على مصدرٍ إسرائيليٍّ رفيعٍ.
وفي السياق عينه، أفاد موقع “إيلاف” اليوم الجمعة نقلاً عن مصدرٍ إسرائيليٍّ رفض الكشف عن اسمه إنّ “السعودية لن توقع اتفاقية سلام مع إسرائيل في الوقت الحالي ما لم نتقدم على صعيد المسألة الفلسطينية،. وأشار المصدر إلى أنّ محاولات البعض تصوير الأمر وكأنّ التطبيع مع السعودية قاب قوسين أوْ أدنى ما هي إلّا لضرورات شخصية وربما انتخابية أوْ غيرها.
وأضاف المصدر الإسرائيليّ قائلاً لمُراسِل الموقع في القدس، مجدي الحلبي، أنّ الأوضاع مع السعودية الآن غير ما كانت سابقاً، وأشار إلى أن السعوديين يقاطعون الإسرائيليين تمامًا، ولا يردون على اتصالاتهم وحتى الاتصالات غير المباشرة عن طريق الأمريكيين توقفت تمامًا بسبب تسريب مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي لمزاعم عن لقاء جمعه مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مدينة نيوم على البحر الأحمر، الأمر الذي نفته السعودية جملةً وتفصيلاً على لسان وزير خارجيتها الأمير فيصل بن فرحان.
ووفقًا للموقع السعوديّ، فقد أشارت تقارير صحافية إلى أنّ إسرائيل تنظر بقلقٍ بالغٍ إلى تدهور العلاقة مع المملكة العربية السعودية وتحاول تصحيح الخطأ بالاعتذار عما سبق بواسطة الأمريكيين تارة ودول خليجية لها علاقات معها، تارة أخرى.
وتفيد المعلومات التي حصلت عليها “إيلاف” أنّ السعودية تعاقب قادة إسرائيل بوقف كل أشكال الاتصالات السرية والتنسيق الأمني عن طريق الأمريكيين، هذا الأمر أدى كما تشير المعلومات إلى خلافات بين المستويين الأمني والسياسي في إسرائيل، إذْ أنّ المستوى الأمني ينظر إلى العلاقات الإسرائيلية السعودية باهتمام بالغ، ويعتبرها جزءًا من المصالح القومية لإسرائيل، بينما يركض المستوى السياسي ليحدث الجميع عن مزاعم حول علاقات هنا أوْ لقاء هناك كما قال المصدر، الأمر الذي يعود بالضرر على إسرائيل وليس على السعودية.
جديرٌ بالذكر أنّ حالة العلاقات الإسرائيليّة-السعوديّة لا تتصدّر الأجندة الإعلاميّة والسياسيّة في إسرائيل، لذا فإنّ الخبر المنشور بالموقع السعوديّ لم يلقَ اهتمامًا من قبل الإعلام العبريّ المُنشغِل في تغطية تفشّي وباء (كورونا) والاستعدادات للانتخابات العامّة الإسرائيليّة في شهر آذار (مارس) المُقبِل.
رأي اليوم