الشاشة الرئيسيةدولي

المتطرفون يعيدون نتنياهو إلى الحكومة

في الوقت الذي أظهرت نتائج الفرز الأولية في الانتخابات الإسرائيلية حصول معسكر رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو على أغلبية واضحة في الكنيست (البرلمان) تتجاوز 65 مقعدا، أكد مراقبون أن فوز اليمين المتطرف بانتخابات الكنيست يعد نتيجة طبيعية لتنامي التطرف ضد الفلسطينيين.
ومع فرز نحو 97 % من الأصوات العادية، تتجه كتلة نتنياهو الدينية اليمينية إلى النصر، في حين يبقى حزب ميرتس اليساري عاجزًا عن تجاوز العتبة الانتخابية، وحاليا، لدى الليكود 31 مقعدا؛ يش عتيد 24؛ الصهيونية الدينية 14؛ الوحدة الوطنية 12؛ شاس 12؛ يهدوت هتوراة 8؛ يسرائيل بيتينو 5؛ القائمة العربية الموحدة 5؛ تحالف الجبهة-العربية للتغيير 5؛ والعمل 4.
ويرى مراقبون ان توجّه إسرائيل لخامس انتخابات للكنيست في غضون 4 أعوام لم يكن ترفا سياسيا، بقدر ما يعكس أزمة داخلية وانقساما إسرائيليا يلقي بظلاله على الفلسطينيين الواقعين تحت الاحتلال الإسرائيلي وعلى محيطها الاقليمي.
وبحسب السفير السابق سمير مصاروة بدت الانتخابات هذه المرة كما لو كانت استفتاء على نتنياهو الذي يعد صاحب أطول فترة في رئاسة وزراء إسرائيل، أكثر من كونها انتخابات متعلقة بقضايا البلاد السياسية، والأمنية، وعلى رأسها الملف النووي الإيراني، والصراع مع الفلسطينيين.
واضاف أن النتائج الاولية اظهرت فوز معسكر نتنياهو، ومن ثم تشكيل أكثر حكومة يمينية متشددة في تاريخ إسرائيل، خاصة بعد ان توحد ائتلاف متنوع من أحزاب منقسمة أيديولوجيا للإطاحة به في حزيران (يونيو) 2021، بعد ان مكث في منصبه لمدة 12 عاما، وهي أطول فترة حكم لشخص واحد في تاريخ إسرائيل الممتد على 74 عاما.
وتابع مصاروة: “عمل نتنياهو بصفته زعيما للمعارضة وزعيم حزب الليكود اليميني، وهو أكبر حزب في البرلمان، على استغلال الانقسام في الائتلاف حديث العهد، الذي يضم قوميين دينيين ووسطيين ويساريين وحزبا عربيا إسلاميا للمرة الأولى في تاريخ الدولة العبرية”.
وقال ان حصول كتلة نتنياهو على ما يزيد على 65 مقعدا أو أكثر من مقاعد الكنيست البالغ عددها 120، يدفع باتجاه تشكيل حكومة ائتلافية قد تضم العدد الأكبر من اليمينيين في تاريخ الحكومات الإسرائيلية، بما في ذلك حزب القوة اليهودية القومي المتطرف بزعامة إيتمار بن غفير، بالإضافة إلى حزب الصهيونية الدينية الموالي للمستوطنين الأمر الذي من شأنه أن يزعج الفلسطينيين ويشكل اختبارا لعلاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة وحلفاء آخرين ودول عربية تربطها بها علاقات دبلوماسية.
واكد ان توجّه إسرائيل لخامس انتخابات للكنيست في غضون 4 أعوام لم يكن ترفا سياسيا، بقدر ما يعكس أزمة داخلية وانقساما إسرائيليا يلقي بظلاله على الفلسطينيين الواقعين تحت الاحتلال الإسرائيلي وعلى محيطها الاقليمي.
من جهته، يرى الوزير الأسبق مجحم الخريشا، أن نتيجة الانتخابات وتقدم معسكر نتنياهو هي مؤشر واضح إلى استمرار هيمنة قوى اليمين الشعبوي المتطرف، وترسيخها في المجتمع الإسرائيلي، ورسالة واضحة ايضاً بأن المجتمع السياسي الإسرائيلي ليس ناضجاً لتسوية سياسية من أي نوع، وأنه عاجز عن الوصول ذاتياً إلى مثل هذا النضوج.
واضاف أن “القوى المهيمنة في المجتمع السياسي الإسرائيلي لم تعد مهتمة اليوم بلعبة “العملية السلمية” التي تعتقد أنها تبطّئ بعض مشاريعها، ولا باستمرار نهج إدارة الصراع وتحقيق مكاسب متراكمة عبر ذلك”.
وقال الخريشا، انه “في ظل غياب أي أفق لحل سياسي وشيطنة القيادة الفلسطينية باعتبارها عائقاً أمام السلام، لم يعد الإسرائيليون يؤمنون بإمكان التوصل إلى تسوية سياسية، وهكذا أصبح الظرف الإسرائيلي الداخلي مواتياً لعودة نتنياهو ومعسكر اليمنين المتطرف للشروع في تنفيذ مخططاته السابقة في ضم مناطق واسعة في الضفة الغربية، سواء دفعة واحدة، أو على دفعات، وتحويل القضية إلى مسألة اقتصادية وإنسانية لا غير، اذ ان قانون القومية والمخططات الجديدة يستهدفان الشعب الفلسطيني في أماكن وجوده كلها”.
أما النائب السابق حابس الفايز، فيرى ان نتائج الانتخابات “ستجعل نتنياهو معتمدا على دعم إيتمار بن غفير وقائمته المتشددة (الصهيونية الدينية) التي ستكون ثالث أكبر حزب في البرلمان بعد صعودها في الآونة الأخيرة في الحياة السياسية، وزعيم اليمين المتطرف بتسلئيل سموتريتش، اللذين خففا بعض مواقفهما المتطرفة المناهضة للعرب لكنهما ما زالا يدعوان إلى طرد أي شخص يعتبر غير موال لإسرائيل من البلاد”.
وتصدر ملفا الأمن وارتفاع الأسعار قائمة مخاوف الناخبين في حملة انتخابية بدأت بعدما تسببت الانشقاقات في انهيار ائتلاف رئيس الوزراء لابيد غير التقليدي الذي ضم أحزابا من اليمين والوسط، وحزبا عربيا للمرة الأولى.
وتابع الفايز: “تعزز نتائج الانتخابت وتقدم نتنياهو شكوك الفلسطينيين في احتمال التوصل إلى حل سياسي للصراع، بعد حملة انتخابية جرت وسط عنف مستمر منذ أشهر في الضفة الغربية المحتلة تضمن مداهمات واشتباكات بصورة شبه يومية”، موضحا النتائج اظهرت أن تنامي مظاهر التطرف والعنصرية لم تفرز شريكا للسلام.
واضاف: “بعد فوز معسكر نتنياهو في الانتخابات فإن الرؤى الإسرائيلية، فيما يتعلق بمستقبل الصراع العربي الإسرائيلي، ستذهب إلى الإبقاء على الوضع الراهن، وستبقى وتيرة الاستيطان كما هي إن لم تتصاعد أكثر، إضافة إلى التضييق على الأماكن المقدسة في ظل وجود حكومة يمينية متطرفة ستكون أجندتها رفض الدولة الفلسطينية، وفرض كامل السيادة الإسرائيلية على كل الأراضي الفلسطينية، وقد تتوسع بشن ضربات وقائية في محيطها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى