الشاشة الرئيسيةمقالات

رقيب “اللقمة”

أحمد حسن الزعبي..

تطاير خبر استهلاك الأردنيين لــ 22مليون دجاجة خلال رمضان على صفحات الصحف والمواقع الإخبارية وحسابات مواقع التواصل كما تتطاير أخبار الفضائح والأخبار العاجلة..
ولست أدري “رقيب اللقمة” ما الذي يريده من الأردنيين؟، ففي كل مناسبة أو موسم أو منخفض جوي ينشر لنا كم استهلكنا من الخبز، من الطحين، من البيض، من الدجاج..، ما الغاية من نشر هكذا إحصائيات وهكذا أخبار؟، أن الأردنيين شرهون، بطينيون، معهم مصاري، قضوا على الثروة الحيوانية..، هم سبب ارتفاع أسعار الدواجن؟ ماذا تريدون؟.

الرقم يبدو ضخماً عندما يلقونه في وجوهنا فجأة، لكن قم بتقسيم الاستهلاك 22 مليون دجاجة على عدد السكان 10 مليون خلال ثلاثين يوماً..، سيكون نصيب الأردني دجاجتين في شهر كامل، وسنشمل معنا ولائم الفنادق والمطاعم الكبرى والهدر الذي كان يتم في دعوات رمضانية، لا الفقير ولا المواطن العادي رب الأسرة محدود العلاقات طرفاً فيها..،
لم أر دولة أو إعلام في دولة يعدّ على مواطنيه عدد الأرغفة أو قطع الدجاج أو حبات الفواكه أو زجاجات الماء أو حبات القطايف إلا نحن..، في أمريكا مثلاً لا ينشرون إحصائيات كم استهلك الأمريكيون من الديوك في عيد الشكر، ولا كم مليون لتر مشروب في فرنسا، و لا كم مليون بيضة مسلوقة في إيطاليا، يحصون لغايات البحث لكن لا ينشرون..، لأنه أمر معيب ومخجل..!

صحتين على الأردنيين الذين يأكلون زادهم من كدّ إيدهم، صحتين على من يغمس لقمته بالحلال، صحتين على من لا يمدّ يده على جيب غيره ولا يسرقه ليترف، صحتين على الذي يعيش كفاف يومه، صحتين على الذين يتحرّون الحلال كما يتحرون الهلال..، صحتين على الذين لم يتخموا على جوع شعوبهم..!، ولم يثروا على فقر شعوبهم..!، ولم يسكروا بدماء شعوبهم..!

من جديد..، يا رقيب “اللقمة” أمر معيب، أن تعدّ علينا لقيماتنا وأرغفتنا وأنفاسنا..، ولا تعد كم جائع وكم فقير وكم معدم وكم مواطن من الذين أقسمتم على خدمته، مائدته حاوياتكم و حاويات اللصوص…!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى