الفوسفات تواصل النمو رغم التحديات العالمية

د.عبدالمهدي القطامين
افصحت شركة مناجم الفوسفات الاردنية عن تحقيق رقم مبيعات صافي بلغ 552 مليون دينار خلال النصف الاول من هذا العام بربح صاف مقداره 202 مليون دينار على الرغم من تدني اسعار خام الفوسفات عالميا وارتفاع كلف النقل البحري عدة مرات جراء الحرب العدوانية على غزة واستهداف النقل البحري في البحر الاحمر وعدم استقرار عالمي جراء الحرب الروسية الاوكرانية ورغم كل هذا فان مؤشرات الاداء في الشركة تشير بوضوح الى قفزات في النمو سنشير اليها تباعا .
فعلى صعيد الفوسفات الخام زاد مؤشر مبيعاته بنسبة 3.8 بالمئة عن نفس الفترة من العام الماضي اي النصف الاول من عام ٢٠٢٣ فيما شكل التنوع في المنتج والشراكات مع الشركات الاخرى المتخصصة اهم محفزات النمو حيث ارتفع انتاج سماد “الداب ” خلال النصف الاول من العام الحالي 2024 بنسبة بلغت 103 % ويعود ذلك الى تحسين عمليات الانتاج وتطويرها وادخال التكنلوجيا في كافة مراحل الانتاج وارتفعت نسبة المبيعات من المادة ذاتها الداب بنسبة 12% محققة بذلك ما نسبته 105% من الخطة التسويقية الموضوعة مسبقا وكذلك سجل حامض الفوسفوريك نسبة زيادة مئوية في المبيعات وصلت الى 23.7% محققا بذلك نسبة زيادة مئوية بلغت 103% من الخطة التسويقية الموضوعة مسبقا وهو مؤشر ايضا مهم على صعيد حسن متابعة الادارة لاداء الشركات التابعة والحليفة لها .
كمحلل ومختص في الادارة الاستراتيجية ارى ان النجاحات المتحققة تعود لسببيت رئيسين الاول هو خطة الاستدامة الموضوعة من قبل الادارة العليا للشركة والتي اعتمدت على عنصرين هما تخفيض الكلف وتوسيع الشراكات في سوق الفوسفات عالميا اما العنصر الثاني فهو اتجاه الادارة العليا نحو نهج الادارة بالاهداف وهي ادارة تستهدف تحقيق هدف او اهداف استراتيجية من خلال الخطط التنفيذية ويعتمد نجاح الادارة مفصليا وهاما حال الوصول الى تحقيق تلك الاهداف .
كمتابع لحال الشركات الاردنية وتحديدا شركة الفوسفات فان عوامل كثيرة ادت الى نهوضها بعد تعثر لازمها سنينا عجافا ولكني اكاد اجزم ان اهم تلك العوامل هي الادارة فحين لاذ رؤساء مجلس ادارة سابقين الى البرستيج العاجي في مكاتبهم الذي كان يمثل ادارة بيروقراطية تقليدية لا تنسجم مع التطورات العالمية الصناعية ما ادى الى اصابة الشركة بمقتل العجز عن قراءة التغيير الذي يحدث في عالم الصناعات الاستخراجية الذي يشهد تنافسا شديدا لكن مع وجود رجل ديناميكي ميداني وعالم اداري مثل د.محمد ذنيبات على رأس مجلس الادارة اصبح التماس مباشرا مع الميدان ومع الافاق الاستراتيجية لهذه الصناعة وهي الصفة التي لازمته ليس في الفوسفات فقط بل في محطات وظيفية قيادية اشغلها سابقا .
يقول المثل الشعبي المصري… ” اديني شمس اديك رجالة ” …وهنا ساقول ” اديني انتماء للعمل اديك انتاجية .