الشاشة الرئيسيةمقالات

العقبة وما ادراك ما العقبة ….بقلم رئيس التحرير

العقبة …وما ادراك ما العقبة
د.عبدالمهدي القطامين
مدينة الشمس والبحر وحكايا الصيادين وعاصمة الوطن الاقتصادية باتت هذه الايام تئن بصمت تماما كالجمل الذي يغوص في جنبيه مخرز وخياله لا يدري ويطالبه بالمسير وهو ينزف دما .
حيث التفت في شوارع المدينة التي بدت خالية الا من سكانها استوقفت على الكثير من المحلات التي كانت تعج بالزوار عبارة…للبيع وحين تسأل ترى الجواب في عيون من تسأل قبل ان ينبيك بأنه بات غير قادر على دفع اجرة متجره وتكاليفه التشغيلية يقول صاحب متجر اثري علق يافطة البيع على باب المتجر ….نعم سأبيع محتويات المحل بأي ثمن فاجرته الشهرية تبلغ الف دينار ومضى عام باكمله دون ان يدخل زائر واحد حتى بت مطاردا من صاحب المحل ومن مورد البضاعة ..نتركه ويكاد الدمع يتفجر من عينيه وفي داخلنا سؤال مر اين غابت عن مثله الحكومة التي وجدت في لبس الكمامة مصدر رزق لها ففعلت اوامر دفاع زادت الطين بلة وفي الذاكرة المتعبة ثمة مثل يطرق الاسماع بسخرية ….جبناك يا عبدالمعين تعين …طلع بدك مين يعينك
ويبدو ان حال الفنادق التي كانت تضج بالحياة ليس بافضل حال من متجر صاحبنا فالكثير من الفنادق ودعت موظفيها في اجازة طويلة وظل مديريها على مكاتبهم يقلبون اوراقا قديمة بحثا عن ذمم مالية طواها الزمن لعلها تأتي بفرج بدا بعيد المنال…… يقول مالك احد الفنادق …كما ترون لقد اصبح الفندق كبيت اشباح وليس سوى اسراب من الغربان تحط على شرفاته فكلفة الاغلاق اقل بكثير من كلفة الاشغال وقد خاطبنا الحكومات كلها ولكن لا اجابة اذن من طين واخرى من عجين .
صاحب صالة افراح جلس على عتبة صالته بينما كانت سلواه الوحيدة ارقيلة راح يمتص دخانها بنهم قال…اكثر من عشرة اشهر مرت ولم يفتح لنا باب ولم ترسم على جدران الصالة بسمة فرح…. فقط وحدها المطالبات المالية تحط علينا كالقضاء المستعجل ولا نملك منها شيئا لندفع لذا اغلقنا هواتفنا وكثيرمن الاحيان نتوارى عن اعين الديانة خوفا من الاحراج .
حتى البحر في العقبة بدا عاتبا حين يممت صوب شاطئه اقتربت منه سألته عن الحال فلم يجب سوى ان موجه ارتفع فجأة وصل حد الشاطىء ثم تراجع حاملا معه بعض رمل وحجارة كانت يوما تداعب اقدام الزوار وفي الفضاء كان نورس يصيح وهو يلقي نظرة اخيرة على موج كان يسامره كل صباح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى