الشاشة الرئيسيةمحليات

العقبة.. مدينة تاريخ وإرث حضاري بلا مركز ثقافي

الغواص نيوز
العقبة _احمد الرواشدة_ يطالب معنيون بالشأن الثقافي ومواطنون بالعقبة بضرورة البدء بإنشاء مركز ثقافي سياحي في المدينة، أسوة بباقي المحافظات، خاصة وان الموافقة من قبل مجلس محافظة العقبة قد تمت في عام 2018 واكتمل تصميمه لكن عطائه لم يطرح بعد.

ويقول مثقفون في العقبة، إن وجود مركز ثقافي يعد ركيزةً مهمّة في ترسيخ العمل الثقافي والإبداعي، خاصة بما تتميز به المدينة الفسيفسائية الجامعة من تاريخ وإرث حضاري وغنى ثقافي، بحضور الشعر والنص الأدبي والمسرح والموسيقا والفن التشكيلي والتراث والصناعات الثقافية.

وأكدوا ان العقبة تفتقر لمركز ثقافي وهي المحافظة الوحيدة بالمملكة التي لا يتوفر فيها مركز ثقافي لاقامة الفعاليات والانشطة واللقاءات الثقافية في المدينة السياحية والتي تتميز بالطابع الثقافي منذ قرون جنبا الى جنب طابعها السياحي.

واعتبر مواطنون ان اقامة المركز الثقافي هو منتج سياحي جديد يمكن ان تستغله كافة الجهات ليكون صرحاً ثقافياً سياحيا ومنارة للثقافة والابداع تلتقي فيه الأنشطة والفعاليات الثقافية مع رعاية المبدعين والأدباء بمكان واحد.

وقال الناشط الثقافي والشاعر وصفي المزايدة إن السياحة منتجات جاذبة، ومنها المنتج الثقافيّ والاجتماعيّ، متسائلا لماذا تخلو العقبة من مركز ثقافيّ، وبرنامج جذب ثقافيّ على مستوى الوطن والإقليم؟، مبديا استهجانه بان تكون مدينة العقبة الوحيدة بين مدن المحافظة التي تفتقد لمركز ثقافي يلملم شتات الادباء والمبدعين والشعراء، مبينا ان العقبة من احق المحافظات لمركز ثقافي بعد ان وصل عدد سكانها الى اكثر من 210 نسمة.

وأكد مواطنون أن معظم الفعاليات الثقافية التي تنفذها المنتديات والملتقيات الثقافية إلى جانب برامج مديرية ثقافة العقبة تقدم في قاعات عامة ومسارح وفنادق مما يضيف عليهم تكلفة مادية كبيرة بالاضافة الى انها لا تحوي مساحات ومسارح واسعة لإقامة هذه الفعاليات، فيما ان اقامة مركز ثقافي مؤهل سيسهم في تنشيط الحركة الثقافية وتشجيع المنتديات والملتقيات الثقافية لإبراز أنشطتها وبرامجها المتنوعة اضافة الى انه منتج ممكن استغلاله سياحيا.

الناشط الثقافي علي كريشان اكد ان وجود المركز الثقافي سيتيح للسائح والزائر والمقيم على حد سواء فرصة الاستفادة من برامجة المتنوعة، مشيراً إلى ان الادباء والمثقفين في العقبة قادرون ان يصنعوا فارقاً مميزا في المدينة البحرية خاصة اذا ما تم انشاء المركز في وسط المدينة لقربه من تراثها وبحرها ونخيلها.

واشار مثقفون إلى ان تخصيص مبلغ من المال يجب ان لا يكون عائقا امام اقامة مركز ثقافي، مؤكدين ان هناك حلولا اخرى، مقترحين استغلال مبنى السينما المفتوح لمركز ثقافي وبمواصفات عالية تجتمع فيه كافة مقومات المراكز الثقافية مع بعض التعديلات عليه بدلا من وجودة اسمنت قائم منذ خمسة سنوات ولم يتم اقامة اية فعالية فيه رغم تكلفتة التي زادت عن 5 مليون دينار.

واشار المواطن محمد عباس الى اهمية توفير المخصصات اللازمة على موازنات وزارة الثقافة كون قطعة الارض متوفرة والبدء الفعلي بوضع حجر الاساس للمركز الذي سيكون متنفسا ويتيح الفرصة لابناء المحافظة والطلبة للإطلاع على المراجع والكتب العلمية والثقافية والوطنية، مؤكد أهمية العقبة باعتبارها منطقة ساحلية ومنفذ الأردن الوحيد على البحر، ولما تتمتع به من إرث تاريخي وحضاري جعل العقبة ملتقى ثلاثة أقاليم، هي إقليم مصر وإقليم الشام وإقليم الحجاز، وهي البوابة البحرية على إفريقيا وكانت منذ القدم محط الأنظار و مأهولة عبر الأزمان، فالعقبة هي المنطقة الوحيدة في الأردن التي جمعت البحر والصحراء بلوحة جميلة أخذت من عذوبة البحر ونسيمه وقسوة الصحراء و حرها، فكانت الحلم لكل إنسان لوجود فرص العمل، خصوصاً وقد جمعت أبناء الأردن كافة من كل مناطقه حضره و ريفه و باديته وحضنتهم كأم رؤوم تجمع أبناءها كلوحة فسيفسائية رائعة جسدتها يد فنان.

وكان مجلس محافظة العقبة في العام 2019 قد خصص مبلغا لانشاء مركز ثقافي بجانب مستشفى الامير هاشم من اول موازنة في المجلس ولكن ولغاية الان لم ير المركز النور.
من جهته، بين مدير ثقافة العقبة طارق البدور ان العقبة رغم احتياجاتها لزيادة عدد المدارس و المراكز الصحية الا انها كذلك بحاجة الى مركز ثقافي متخصص، مؤكداً ان مشروع اقامة مركز ثقافي في العقبة مطروح ووارد لكن السبب في تأخر اقامته تغيير قطعة الأرض المخصصة للمركز ثلاث مرات، بداية تخصيص موقع بجانب ملعب التطوير ثم موقع بجانب السينما المكشوفة والان استقر بجانب مستشفى الأمير هاشم العسكري وقد أنهت وزارة الأشغال العامة المرحلة الثانية من المخططات.

واضاف البدور انه تمت المخاطبات اللازمة مع سلطة منطقة العقبة الاقتصادية لتخصيص قطعة أرض مساحتها أكثر من 5 دونمات في مركز المدينة و تكللت المساعي بموافقة مجلس محافظة العقبة على إدراج مشروع المركز ضمن موازنة 2019 بتكلفة تزيد عن 2 مليون دينار ينفذ على مدار ثلاث سنوات ليصار إلى طرح العطاء بعد إقرار الموازنة 2019 يتضمن مسرحاً مجهزاً يتسع لـ350 شخصاً وقاعة متعددة الأغراض تتسع لـ200 شخصاً بالإضافة إلى قاعات للتدريب ومكتبة وساحات خارجية، ويمثل المركز نقطة لانطلاق العمل الثقافي والسياحي وحاضنة فكرية للفعاليات الثقافية داخل المحافظة.

وبين البدور انه ومن تجربتنا خلال مدينة الثقافة 2016 فان العروض الفلكلورية خلال عطلة نهاية الأسبوع كان لها الدور الكبير في تنويع السياحة الداخلية و المشاهد لموقع ساحة الثورة آنذاك فأن المدرج كان ممتلئ بالحضور رغم قلة الامكانيات وقتها.(الغد )

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى