الشاشة الرئيسيةمقالات

العقبة ما بعد حادثة صهريج غاز الكلورين…

كتب رياض القطامين

أما وقد تجرعنا مرارة حادثة صهريج غاز الكلورين بفقدها الموجع وقضها وقضيضها وصار ملفها في يد العدالة فلا بد من الالتفات مجددا إلى العقبة بروح ايجابية لننفض عنها غبار السلبية والسوداوية الذي علق بها في الداخل والخارج ونال من سمعتها وتنافسيتها اقتصاديا وسياحيا ومينائيا ولوجستيا .

لا ينبغي للحوادث على مرارتها ان توقف مسيرة العمل ،لكن من الواجب والمنطق المحتم ان نستفيد من الأخطاء التي تفضي إلى الحوادث لاستلهام العبر والدروس وتحويل المحن والكوارث إلى محطات توقف وانعطاف نحو تجاوز الالام ومتابعة مشوار العطاء.

تجاوز المحن لا يكون الا بالخروج من صناديق النهج التقليدي والارتقاء إلى الأفكار الإبداعية التي تنعكس آثارها فعليا على المجتمع المحلي والاقتصاد الوطني .

والإبداع في العقبة ليس مستحيلا ، لكنه يحتاج إلى اختصاص وانتماء يظهر قدرة صاحب الاختصاص على الأرض .

بعد حادثة صهريج الكلورين اتخذت الحكومة خطوتين في الاتجاه الصحيح الأولى تمثلت في تعيين السيد عبدالمجيد القراله مديرا عاما لشركة العقبة لإدارة وتشغيل الموانىء فهو صاحب الاختصاص القادم من رحم الميناء ومسيرته الانتمائية والعملية محط اتفاق فيما تمثلت الخطوة الثانية في تعيين السيد خالد الحجاج محافظا للعقبة وهو مختص وابن المؤسسة وسيرته العملية والانتمائية محل اتفاق ولا يختلف عليها اثنان لتكتمل دائرة العمل في العقبة.

اكثر ما نخشاه على العقبة اليوم هو غياب الجرأة والتردد في اتخاذ القرار لندخل العقبة قسرا في دائرة تسويف وترحيل القرارات والازمات وهذا مرفوض على كل المستويات .

لا مجال في العقبة اليوم إلى يد مرتجفه او لسان متلعثم اوقلم واجم والحديث هنا عن كل موظف حكومي وقطاع خاص يعمل على أرض العقبة بما فيهم نحن معشر الإعلاميين والصحفيين .

كثير من مقومات العقبة لم تكتشف بعد وان اكتشفت فهي غير مفعلة ، وهناك مساحات واسعة للعمل التنموي والاقتصادي والخدمي والاداري وهنا تأتي أهمية الجرأة في اتخاذ القرار في كافة مؤسسات العقبة الاقتصادية والإدارية والتنسيق بين المؤسسات لتحقيق المصلحة الوطنية العليا.

وهنا لا بد من لفت أنظار المسؤولين إلى محور هام في العقبة والمتمثل بإشراف ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبدالله شخصيا على ملف العقبة الأمر الذي لا يترك عذرا لأي مسؤول في العقبة أو حتى في الحكومة المركزية في عمان للتسيب أو الترهل التردد في اتخاذ القرار.

محيط العقبة الإقليمي مفعم بالعمل الاقتصادي المتسارع وهذا بحد ذات دافع كبير لان يواكب قطار العقبة القطار الإقليمي ليس منافسا بل مكملا ، وفي الاكتمالية تكمن مصلحة العقبة والمصلحة الأردنية العليا.

نشدد على الجراة في اتخاذ القرار في العقبة على كل المستويات الإدارية والاقتصادية لان التردد والوجل والخوف هو من يصنع الكوارث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى