الشاشة الرئيسيةمقالات

العقبة الخاصة وذكرى التأسيس ايقونة الوطن الاقتصادية

بقلم: رياض القطامين

اذكر في الخامس عشر من شباط عام 2001 أي قبل 20 عاما وفي تمام الساعه الثانية عشر بمنتصف الليل كنت في مركز جمرك اليتم مع فريق تأسيس العقبة آنذاك من بينهم اول رئيس لسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة الكابتن محمد الكلالده وقد شهدت تلك الليلة حدثين مهمين الأول قسم اليمين الذي اداه موظفو الجمارك فيما الحدث الثاني تمثل في استقبال أول شاحنة تدخل العقبة بعد إعلانها منطقة اقتصادية يقودها السائق محمد المرايات .
أسوق هذه المقدمة التوصيفيه لأقول ان الإنجاز يطبع ويبقى في الذاكرة بكامل تفاصيله كما يطبع النقش في الحجر.

ولأن الانجاز في هذا البلد الصغير في حجمه الكبير في قيادته وأهله انجاز تراكمي، فكما نذكر انجازات الرعيل الأول اليوم في مئوية الدولة التي يعود الفضل فيها اليهم ستذكر الاجيال القادمة إنجازات هذا الجيل في المئوية الثانية وليس أكبر إنجازا من منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة.

العقبة ليست مشروعا عاديا نسلط الضوء عليه لحظة بتغطية إعلامية او صحفية، ولا كتابا يقرأ ثم يرفع على الرف وليس قصة تروى فتنسى فهي كل ذلك، وفوق ذلك هي حلم شعب وطموح قائد وقد تحقق واقعا نعيشه اليوم وللدلالة يكفي ان سكان العقبة المدينة زاد أكثر من 100الف مواطن خلال 20 بفضل الاستثمارات التي وفرت فرص عمل وأسباب معيشه لهذه الالاف.

الحديث عن العقبة يختلف عن أي حديث عن أي مدينة أردنية أخرى ذلك ان العقبة رئة الوطن الذي منها يتنفس وثغره الباسم ورافعته الاقتصادية.

تعرضت مسيرة العقبة الاقتصادية منذ 20 عاما إلى همز وغمز من قناتها ولم تسلم من سهام المشككين بنجاحها حتى من نخب المجتمع الأردني ومع ذلك فازت بالرهان بفضل تصميم الملك وشجاعة الاردنيين .

ولدت العقبة كمشروع وكفكرة وكطموح في عين العاصمة ونشأت في رحم الأزمات التي ألمت بالأردن والمنطقة، تباطأت بعض الشيء لكنها لم تكبو ولم تتراجع طبعا بعيدا عن حسابات كورونا.

سيرة ومسيرة العقبة استمرت وانطوت على رسالة تحد حملها الملك وألقى بها في حوض كل مسؤول وسط متابعه ملكية حثيثة وليس أدل على ذلك من تواجد الملك فيها شبه أسبوعي واستعراض تجربتها والاستشهاد فيها في كل المحافل الدولية الاقتصادية حتى احتلت المركز الرابع بين المناطق الاقتصادية على مستوى العالم.

ما أود الوصول إليه ونحن نتفيء ظلال المئوية الأول هو ان مشروع العقبة وجد ليبقى وليستمر وينمو ويكبر، وستكبر العقبة بفضل عبقرية الملك وتصميم الاردنيين واستراتيجية المكان العملاق .

انظر اليوم إلى العقبة بعين الرضى وقد كتبت عنها ما يزيد عن 25 الف مادة صحفية وإعلامية آملا برحيل كورونا اللعين لنعود إلى حيوية العقبة ونبضها ونشاطها وضجيج الناس في أسواقها وعلى شواطئها وهدير البحر والامواج وحداء الصيادين وأصوات النوارس قريبا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى