الشاشة الرئيسيةفكر وثقافة

الشاعر حكمت النوايسة يكتب ….عن الكرامة

التعرّف

الأرضُ فكرةُ عاشقَين تواعدا ألقًا و أورقَ بينهما الوصل
والموعدُ آذار
إذ انتبه بينهما الزمن من غفوةٍ كادت تسرّبُ اليأسَ أرَضَةً إلى القلوب…
الموعدُ آذار
والأرضُ شجرةٌ نديّةٌ وارفةٌ لقيها مُصْحرٌ بعد مسافاتٍ من ظمأ
الموعدُ آذار
انقلابُ الزّمن، وارتعاشةُ الأرضِ في استقبال العائد
والعائدُ الفرحُ إلى وكَناتِه في الأحداق…
العائدُ الخصبُ بعد أن أجدَبَتْ واعتراها ما اعتراها من بياتٍ ونكوص
والموعد الأرضُ … الفكرةُ متجسّدةً
الموعدُ الأرضُ
وهي ترتعِشُ متلهّفةً وتصرخُ
يا بطني…. وباطني
يا أحشائي
يا شجري
يا حجري
يا أجزائي
ياه… يا أبنائي
آذار يوشكُ ونيسانُ يُواشِكُه
والقادماتُ السّودُ … يا أبنائي
القادماتُ السّود….
وانسَرَبَ دمعٌ مُلتَبَسٌ مثل مطرٍ في صيف
بلّلَ قدمين عاريتين…
ومثل من لم يصدّق
انسربَ دمعٌ واثقٌ عرفَ طريقَهُ إلى البسمة يجمّلها ويملّحها بالفرح…
والموعدُ الكرامةُ
والرّقصةُ ارتعاشةُ الأرضِ وهي تقبّلُ أقدامَهم آتين كالحُلُم
يبرّدون عينيها…
ويُقيمون لسانَها في كتاب الشّهادة الممتدّ من أبي عبيدة إلى الجنديّ الذي أصرّ أن يقضيَ
محتضنًا رشّاشَه مشرعًا عينيه كعيني صقر…
من هو وما اسمُهُ … هذا الذي يحتضن بنقدقيّته كحبيبة ويسري في الأزمنة؟
وما اسمها … تلك التي تحتضنُهُ مقيمًا أبديّا على صدرها ؟
– ما اسمُهُ … ما اسمُها يا الكرامةُ ؟
– أسماؤهم كثيرةٌ لكنّهم واحدٌ … لكنّهم ولدي.
– ما اسمُهُ يا الكرامةُ ؟
– تسمَّ واخترْ من سجل الشهادة الطويل منذ جِنانِ الأردنِّ
– ما اسمُه … ما اسمُها يا الحبيبةُ ؟
اسمُه العربيّ الأردنيّ … واسمها الكرامةُ … والموعد آذار…
***
الترويدة التي للأرض

من بعيد…
من زمانٍ بعيد..
حنّت الأرضُ للأرضِ مشمولةً بنسيمِ الحنيفةِ
هبّ به فتيةٌ يجبلون النّجومَ بصلصالها … يمزجون كهولتهم بالنّشيد
يجفل الصّخر كضبيٍ شمّ ريحًا
يجفل التاريخُ ريحانًا مندّىً
حرّكتْهُ الرّيحُ فاختال يعيدْ
صوتَكَ الطّلْقَ : ألا
أيّها الساري ألا
أيّها السّاهي ترفّق؛
تحتَ أقدامِكَ عيناك تجسّان البلاد
تحتَ أقدامك سمعُك … يحرس النبضَ البعيد
والهُنا ليسَ تُرابًا يُرْجَسُ
إنّما الصخرُ الذي… يحرس الصّخرةَ ممّا يُرْجِسُ
***
الأغنية التي لشهيد الكرامة

لولا سماؤك لافتقدْتُ سمائي
وعميم فضلك ما وثقـتُ بمائي
يا سيّد الجود الوفيَّ وجودُنا
لـولاك كان تضـاربَ الأهواء
زلزلت بالدمّ الزكيّ حشودَهم
ونقشت مجدكَ باهــر الآلاء
وقهرت، كان الناس قبلك قُنَّطاً،
أعتى العتاةِ وجيشَه المـترائي
حتّى غذوتَ شذا الكرامة سلسلاً
عذبَ النّميرِ يفيض في الأرجاء
وإذا الكرامةُ وقفةٌ بدريّةٌ
جاشت بها أرضٌ هفت لسماء
هي لم تعدْ أرضًا ومسكُكَ فوحُها
بل قِبلةٌ صلـصالُها سيمـائي
ذرّاتُها وجهي الذي ضيّعتُهُ
فــأعدتَهُ متفـائلَ الإيـمـاء
وأعدتَني ليَ بعد أن ضيّعتُني
وندبتُ بؤسيَ وانقطاعَ رجائي
تُهْ في الزمانِ على الأنامِ فإنّما
أنتَ البــقاءُ إذا فقدتُ بقائي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى