الشاشة الرئيسيةدولي

الزعيم الكوري الشمالي يُغادر بيونغ يانغ بالقطار مُتوجّهًا إلى روسيا للقاء الرئيس بوتين وعقد صفقة أسلحة ضخمة.. وواشنطن تقول إن اللقاء يُظهر “استجداء” الرئيس الروسي للمُساعدة

الغواص نيوز
سيول ـ واشنطن – (أ ف ب) – غادر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بيونغ يانغ الأحد في قطار متوجها إلى روسيا حيث من المقرر أن يجتمع مع الرئيس فلاديمير بوتين، وفق ما أفادت وسيلة إعلام رسمية في وقت مبكر الثلاثاء.
وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية أن كيم “غادر بالقطار بعد ظهر الأحد لزيارة روسيا الاتحادية”. ويعتقد الخبراء أن الاجتماع المرتقب في مدينة فلاديفوستوك في أقصى الشرق الروسي، قد يركز على صفقة أسلحة فيما يعتقد أن بوتين يسعى للحصول على أسلحة من كوريا الشمالية للحرب الذي يشنّها في أوكرانيا.
ونقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية عن مسؤول لم تسمه أن “أجهزة الاستخبارات تعتقد أن القطار المفترض أنه يقل كيم جونغ أون، يتوجه إلى فلاديفوستوك”.
وقالت هيئة البث “واي تي إن” إن سيول “تتوقع أن يعقد الزعيم كيم اجتماعا مع الرئيس الروسي بوتين يوم بعد غد تقريبا” أي الأربعاء.
وروسيا الحليف التاريخي لبيونغ يانغ، داعم أساسي للدولة المعزولة منذ عقود وتعود العلاقات بينهما إلى تأسيس كوريا الشمالية قبل 75 عاما.

وأشاد بوتين في تموز/يوليو بـ”دعم (بيونغ يانغ) الراسخ للعمليات العسكرية الخاصة ضد أوكرانيا”.
وتعد كوريا الشمالية وزعيمها كيم من أشد الداعمين لغزو موسكو لأوكرانيا.
وتخشى دول غربية في مقدمها الولايات المتحدة، من أن بيونغ يانغ قد تلجأ الى تزويد روسيا بصواريخ وقذائف.
وستستضيف فلاديفوستوك “المنتدى الاقتصادي الشرقي” حتى يوم الأربعاء.
– دفع الثمن –
وحذّر البيت الأبيض كوريا الشمالية هذا الشهر من أنها “ستدفع الثمن” في حال زودت موسكو بأسلحة لحربها في أوكرانيا.
وقالت واشنطن إن روسيا قد تستخدم أسلحة من كوريا الشمالية لمهاجمة الإمدادات الغذائية الأوكرانية والبنية التحتية للتدفئة مع اقتراب فصل الشتاء “لمحاولة احتلال أراض تابعة لدولة أخرى ذات سيادة”.
وقال الخبير في شؤون كوريا الشمالية في جامعة كوكمين بسيول أندريه لانكوف، لوكالة فرانس برس إن قمة بين بوتين هي جزء من “ابتزاز دبلوماسي لطيف” من موسكو لسيول لأن روسيا لا تريد أن تزود كوريا الجنوبية كييف بالأسلحة.
وسيول من كبار مصدري الأسلحة وقد باعت دبابات إلى بولندا حليفة كييف، لكن السياسة الداخلية القائمة منذ فترة طويلة تمنعها من بيع الأسلحة إلى دول تشهد نزاعات نشطة.
وقال لانكوف إن “مصدر القلق الرئيسي للحكومة الروسية الآن هو شحنة ذخيرة محتملة كورية جنوبية إلى أوكرانيا، وليس مجرد شحنة واحدة بل عدد كبير من الشحنات”.
واعتبر تشيونغ سيونغ تشانغ الباحث في معهد سيجونغ لوكالة فرانس برس أن إذا وسعت كوريا الشمالية تعاونها العسكري مع روسيا، “تتزايد الاحتمالات لنزاع طويل الأمد في أوكرانيا”.
وأضاف أن مكافأة بيونغ يانغ على مساعدة موسكو قد تعني أن “التقدم في الغواصة النووية لكوريا الشمالية وتطوير الأقمار الاصطناعية للاستطلاع قد يمضي بوتيرة أسرع”.
أصبح كيم معروفا بتفضيله السفر بالقطار في الرحلات الدولية.
والمعروف أن والده وسلفه كيم جونغ إيل كان يخاف الطيران.
وقال رئيس جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيول يانغ مو جين، إن التقارير تشير إلى أن الزعيم الحالي ليس لديه ثقة بطائرته الخاصة ولديه “مخاوف بشأن احتمال قيام واشنطن بقصف جوي”.
في 2019 عاد كيم على متن قطار في رحلة استغرقت 60 ساعة من هانوي إلى بيونغ يانغ بعد انهيار قمة مع الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب، وأشار وفق تقارير إلى إرهاق جسدي جراء تمضية ساعات على سكك الحديد.
من جهتها، علقت وزارة الخارجية الأميركية الإثنين على الزيارة المرتقبة للزعيم الكوري الشمالي إلى روسيا بأن لقاء فلاديمير بوتين وكيم جونغ أون يظهر “استجداء” الرئيس الروسي للمساعدة، محذّرة من أن أي اتفاق في شأن أسلحة بين البلدين سيؤدي إلى فرض عقوبات.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر لصحافيين “باضطراره للسفر عبر بلاده للقاء شخص منبوذ دوليا لطلب المساعدة في حرب كان يتوقع أن ينتصر في شهرها الأول، يمكنني أن أصف ذلك بأنه استجداء للمساعدة”.
وأضاف ميلر “شنّ الرئيس بوتين هذه الحرب على أوكرانيا، بعدوان شامل، مع حلم استعادة مجد الإمبراطورية الروسية… لكنه فشل” في ذلك.
وتابع ميلر أن بوتين سيتوجه “محنيّ الرأس” إلى المحادثات المتوقعة خلال الأيام المقبلة في مدينة فلاديفوستوك في أقصى الشرق الروسي بعد غيابه عن قمة مجموعة العشرين في نيودلهي بسبب وضعه “المنبوذ”.
وحذّر قائلا “سأذكّر البلدين بأن أي عملية تسليم أسلحة من كوريا الشمالية إلى روسيا ستكون انتهاكا لقرارات مجلس الأمن الدولي”.
وتابع “لقد شددنا عقوباتنا على الكيانات التي تمول الجهد الحربي الروسي، وسنواصل تطبيق تلك العقوبات ولن نتردد في فرض عقوبات جديدة عند الاقتضاء”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى