الشاشة الرئيسيةمحليات

الدعجة: الأهداف الإسرائيلية في غزة ستفشل

الغواص نيوز
أكد استاذ الدراسات الاستراتيجية في جامعة الحسين بن طلال، البرفيسور حسن الدعجة، أن السيناريوهات المتوقعة في الحرب على غزة تتمثل بسعي الكيان الإسرائيلي بمخططاته منذ عام 1956 إلى إخراج الأهل من غزة والدفع بهم إلى مصر، وهذا ما رفضة جلالة الملك عبد الله الثاني بشدة في العام 2019 ضمن صفقة القرن، وفشل حاليا في ظل إصرار الأشقاء والأهل في غزة على البقاء فيها مع نزوح أكثر من مليون و 400 الف الى جنوب غزة.

وبين الدعجة، في تصريحات خاصة لـ ” الغد”، أن سيناريو تفريغ غزة إذا نجح فيه العدو الاسرائيلي المحتل سيجري تفريغ الضفة الغربية بخيارات متعددة وهو الإجبار على الهجرة خارج الضفة الغربية إلى الأردن ومن يريد أن يقاوم سيقتل ومن يريد البقاء سيجري صهره ودمجه بالمجتمع الإسرائيلي وسيبقى بحقوق منقوصة وهذا السيناريو لن ينحج، مؤكداً أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول تقليص مساحة غزة حاليا وعمل منطقة عازلة شمال غزة وإذا قام بتنفيذ هذا الخيار فإنه لن يستطيع الاستمرار فيه نتيجة انشغاله بحرب استنزاف طويلة مع المقاومة .
وأشار الدعجة أن السيناريو الآخر الذي نوقش كما حددت قيادة الكيان السياسية الاسرائيلية أن هدف الحرب القضاء على حماس وأسلحتها، كما فعلت سابقا في حروبها على غزة وفشلت به فشلا ذريعا، مشيرا إلى أن الكيان الإسرائيلي يخشى من الفراغ السياسي في غزة ويقترح المحتل أن يقيم سلطة من الوجهاء والشيوخ وبعض الفصائل الفلسطينية الموجودة بدعم من بعض الدول، لكن هذا الخيار لن ينجح والموضوع ليس بهذه السهولة.
وحسب الدعجة، فإن الاحتلال الإسرائيلي ناقش كذلك خيار كيفية تسليم غزة إلى السلطة الفلسطينية لحكمها من جديد وهذه السيناريوهات التي طرحها الكيان الإسرائيلي لن تكون متاحة نهائيا بسبب إرادة المقاومة وتصميمها وعزيمتها واستراتيجياتها والإعداد البشري وصناعة جميع الأسلحة المقاومة بما فيها الطائرات المسيرة كلها ستجعل من موقف حركة المقاومة في غزة قوي جدا ولن يتأثر بما يطرح من سيناريوهات مختلفة من الكيان الاسرائيلي المحتل، إلى جانب سعي الاحتلال إلى القضاء على الحركات الاسلامية والمقاومة كافة، وكذلك الإخلاء، بحيث لا تبقي أحدا من الأشقاء الفلسطنين في فلسطين كافة، سواء بالضفة أو غزة حتى عرب 48 وإخلاء فلسطين المحتلة من جميع ساكنيها وإقامة دولة يهودية من البحر إلى النهر، وهذا ما تسعى إليه الأحزاب الدينية المتطرفة وهذا ما شاهدناه من محاولات تعديل معقولية المنظومة القضائية في الكيان حتى يتسنى لهم إقامة جهاز أمني مختلف لتنفيذ مخططاتهم وإقامة دولة دينية.
بالمقابل، إن السيناريوهات التي تتبناها حركة المقاومة الاسلامية ” حماس” كانت تسعى في السابق وبالتحديد قبل عام 2017 إلى محاربة الكيان الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطسنية من البحر الى النهر وتم تعديل ميثاق حماس والتوافق بين قادتها على القبول باقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 على أن لا تغفل تحرير فلسطين من النهر إلى البحر لاحقا.
وبين الدعجة أن الرئيس الأميركي جو يايدن عندما حضر إلى تل أبيب الأسبوع الماضي وتحدث عن الصدمة والذهول الذي أصاب الكيان الإسرائيلي ومجتمع النخبة الأميركي المتصهين وتطرقه إلى أحداث 11 سيتمبر خلال خطابه في تل أبيب بهذا الخصوص يدلل على أن الموضوع أكبر بكثير من تصفية القضية الفلسطيبنة وحدها وإنما إعادة تشكيل الخارطة السياسية والدينية في المنطقة من خلال تفعيل نظرية “صدام الحضارات”، لصاحبها صامويل هنتنغتون التي أطلقها عام 1993 من القرن الماضي وهذه تماثل اللحظة التاريخية الذي تحدث عنها بايدن بمقاربتها مع 11 سيتمبر بما فعلته الولايات المتحدة الأميركية في أفغانستان ونبه عن قضية الخطأ والتسرع الذي حدث من الأميركان في هذا الجانب.
وبين الدعجة انه وبالعودة الى زيارة المستشار الالماني أولاف شولتز الى اسرائيل الى جانب الرئيس الأميركي وكذلك رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك ولاحقا رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون ورئيس وزراء هولندا مارك روته لتأييد الكيان الإسرائيلي في حربه على غزة وإعلان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنه جاء في زيارته إلى الكيان الاسرائيلي كيهودي ما هي إلا دلاله على حرب دينية وصدام الحضارات بين الأديان الذي أطلقه هنتنغتون ورشح الدين الاسلامي كعدو للغرب، بالإضافة إلى الصين، ولكن تركيزه كان على الحضارة الإسلامية التي ممكن أن تكون عدوة للغرب، وبالتالي تسعى الولايات المتحدة الأميركية إلى إبقاء هذه المنطقة في الشرق الأوسط ضمن منطقة النفوذ والسيطرة الأميركية والغربية وايضا التبعية بشكل عام، وهي تدعم بذلك الكيان الصهيوني التي لاحظت بأنه يحتاج إلى دعم معنوي وسياسي وعسكري واقتصادي ومالي حتى يقف على قدميه، وكأنها اعادة تأسيس للكيان الإسرائيلي بعد استراتيجية طوفان الأقصى التي صدمت وحطمت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر.
وأشار الدعجة إلى أن هذه الحرب مغلفة بحرب الاستراتيجية والعمليتية التكتيكية لكنها دينية وقد تحدثت العديد من الشخصيات البارزة في في الولايات المتحدة بأنها حرب دينية، وإذا نظرنا الى الـ 20 سنة ماضية لم يكن القتل والدمار إلا في الدول العربية ذات الأغلبية المسلمة السنية، وهذا مؤشر على أنها حرب دينية وأن الولايات المتحدة لم تصرح عنها مباشرة لوجود حلفائها في هذه المنطقة.
وأضاف الدعجة أن كل هذه المعطيات تستدعي منا إعادة التفكير والتعاطي مع العدو الإسرائيلي على أساس الدول والشعوب في نفس الوقت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى