الشاشة الرئيسيةمقالات

التظاهر …. الحق المشروع والانضباط المطلوب

د. عبدالمهدي القطامين
يعد التظاهر احد وسائل التعبير الحر عن حدث ما ويستهدف رسالة ما الى جهات اما داخل الدولة او خارجها لمصلحة قضية داخلية او خارجية وهو بذلك يعد احد الحقوق الوطنية في كل الدول ولذلك عمدت كافة الدول بما فيها الدول التي يقال انها اكثر الدول ديموقراطية الى تنظيم هذا الحق بحيث يخدم قضية المتظاهرين ويحافظ على الدولة وممتلكاتها اثناء التظاهر ولا شك ان التظاهر خاصة بعد ان تحول العالم الى بيت واحد بعد طغيان وسائل الاتصال الحديثة يعد احد اهم وسائل التعبير عن الرأي العام وايصال الرسائل باسرع الطرق وايسرها .
في الاردن عمت المظاهرات والتظاهرات اغلب محافظات المملكة دعما لغزة المقاومة المحاصرة في وجه قوة الظلم والطغيان والهمجية الصهيونية التي طالت كل شيء في غزة وقتلت ناسها واطفالها وشيوخها وهذا التظاهر سمة شعبنا الذي ظل على الدوام مشرعا رمحه في وجه الكيان حربا وسلما لكن ما لفت الانتباه ان البعض يحاول اخراج التظاهرات عن سياقها السلمي الحضاري عبر الاعتداء على المرافق العامة او الاعتداء على رجال الامن او تخريب مركبات المواطنين وغيرها من سلوكيات هي بالتاكيد سلوكيات باطلة فاسدة ينبغي محاربتها بكل الطرق والوسائل وهي لا تخدم احدا سوى اصحاب الانفس المريضة الذين لا يرون في التظاهر الا التخريب والعنف والمواجهات مع رجال الامن .
اعجبني اثناء تظاهرة عمان امس ان رجل الامن وهو ضابط برتبة عميد كان يحاور المتظاهرين ويخبرهم ان رسالتهم وصلت وان الهدف من المسيرة والتظاهر قد تحقق ودعاهم الى الاستراحة الى يوم اخر حتى يتمكنوا من المسير والتظاهر في مظاهرة اخرى لكن ذلك لم يعجب بعض المتظاهرين الذين يرون ان الصورة لا تكتمل الا بحرق الاطارات والاعتداء على الشوارع وعلى حق الناس والعامة في الوصول الى اعمالهم بيسر وسهولة .
من يريد ان يخدم قضة غزة ومن يريد ان يعبر عن غضبه لما تقوم به الدولة الصهيونية المارقة لا يحرق اطار ولا يعتدي على رجل امن ولا يغلق شارعا بل يسير بسلم بعيدا عن التحريض على الدولة التي اطعمت الجميع وامنتتهم من خوف .
نتمنى ان يكون تظاهرنا حضاريا سلميا سليما من النوايا الخبيثة المبيتة وبغير ذلك فأننا لن نخدم قضية احد بل سنطعن انفسنا فيما نحن بامس الحاجة الى القوة والصمود والصبر في وجه مؤامرة كونية تطل براسها علينا يقودها شذاذ الافاق من صهاينة ومتصهينيين وبعض ابناء جلدتنا الذين ربما يسوءهم ان يظل هذا الوطن صامدا آمنا مطمئنا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى