الشاشة الرئيسيةمقالات

الاعتداء على الاملاك العامة الى متى ؟

د. عبدالمهدي القطامين
في كل يوم نطالع اعتداء من قبل المواطنين على املاك عامة الكهرباء الماء المستشفيات وغيرها وهذه الظاهرة البائسة تحتاج الى حلول جذرية فمن غير المعقول ان تبقى الدولة متسامحة مع من يعتدي على املاكها وهي بالنهاية املاك للناس الاخرين فما هو ذنب مستشفى ان توفي مريض انهكه المرض ليتم الاعتداء على الكوادر الطبية وعلى الاجهزة والمعدات وما هو ذنب خط مياه يزود الناس بحاجاتهم من الماء التي جعل الله تعالى منه كل شيء حيا ومن سمح لهذه الظاهرة ان تتسلل الى الثقافة العامة وان تنتهي بجرة قلم في بعض الاحيان دون وجود ردع حقيقي للفاعل ولمن يفكر ان يفعلها مرة اخرى .
الاموال العامة والمرافق العامة ليست ملك لاحد هي من اسمها املاك عامة للناس كلهم وحين يقوم احدهم في لحظة حمق او غضب بالاعتداء عليها فانه بذلك يخرج من مواطنته الصالحة الى مواطنة مخربة عابثة والغريب ان مثل هذه الحالات ما زالت تتكرر كما نرى في وسائل الاعلام وهنا لا بد من سؤال استنكاري اليس بمقدور الدولة بكل اجهزتها ان تغلظ العقوبات على من يرتكب هذه الافعال المخالفة للخلق والدين والعرف والمخالفة للمنطق السوي ؟
الجواب بمقدورها ذلك لكن يبدو ان القانون يوضع احيانا على الرف لصالح تسويات لا تحل المشكلة بل تخدرها الى حين ان تعود مجددا واذكر ان سلطة العقبة الخاصة كانت قبل عدة سنوات قد وزعت عدة مقاعد خشبية على الشواطىء كي يجلس عليها من يرتاد تلك الشواطىء وكانت الفاجعة ان البعض فكفك تلك المقاعد واخذ يشوي عليها لحما ودجاجا على الشاطىء فهل بعد هذا الكفر كفر .
نحن نعاني من ازمة اخلاقية اولا واخيرا ازمة ترى ان ملك الدولة حلال استباحته ولا اعرف من اين تسللت مثل هذه الثقافة البائسة لتصبح ظاهرة بل ان البعض يتفاخر انه فعل مثل تلك الخطايا بحق الناس وحق الوطن فاذا كان ضميره قد مات فمن الواجب ان يظل ضمير القانون مستيقظا يطال كل من يعبث بمقدرات هي للوطن كله .
ومن الظواهر المؤذية التي تدل على انعدام الوعي بل وفقدانه ان يعمد بعض الطلبة عند انتهاء العام الدراسي الى تمزيق كتبهم والقائها في الشارع العام وسط اجواء احتفالية كرنفالية وسرور فهل تنبهت وزارة التربية والتعليم التي تضب هولاء الطلبة الى انها فشلت في تربية الطالب الذي هو في عهدتها وهل اتخذت قرارا يلزم كل طالب في نهاية العام الدراسي بتسليم كتابه المدرسي الى عهدة المدرسة وهو كتاب مدعوم السعر من قبلها ويباع باقل من كلفته كثيرا الى الطلبة ليصار الى تدويره لاحقا ومنع ان يتم اعدامه بصورة فجة غير حضارية تنم عن انفس مريضة .
ليس دائما الحق على الدولة بل ان علينا الكثير مما يجب ان نفعله كمواطنين لمحاربة الظواهر التي تسيء الى صورة الوطن وصورة المواطن وتهدر مالا كان يمكن ان يوجه نحو التنمية بمفهومها الواسع …. فهل من متعظ ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى