الشاشة الرئيسيةمقالات

الاشتباك الملكي الاعلامي … ثمة ما يثلج الصدر

الدكتور عبدالمهدي القطامين
في ظل الصمت العربي القيادي المريب والعجز عن قول لا في وجه التعنت والجبروت الإسرائيلي والعدوان الغاشم على غزة الذي يفتك بكل معالم الحياة فيها تعالى صوت الملك والملكة في كافة المحافل الإعلامية الدولية استنهاضا للهمم ودعوة صريحة بلا مواربة لانهاء العدوان الغاشم على اهلنا في غزة الصمود والاباء .
سمة الحديث الملكي التي ينطق بها الملك والملكة تمتاز بعمقها ومخاطبتها الضمير الانساني الغائب لدى قيادات الغرب التي اعلنتها وبصراحة انها تخوض حربا مع اسرائيل ضد الفلسطينيين العزل وتقتل المدنيين وسط صمت بل تآمر دولي بدت ملامحه في الفيتو الأمريكي والغربي على قرار وقف اطلاق النار الذي اقترحته روسيا في مجلس الامن .
الاشتباك الملكي الجميل مع وسائل الاعلام الغربية اوصل الرسالة بكل وضوح الى صانعي القرار في الغرب وامريكا واشار الى ان هذه الازدواجية في المعايير لن تكون الا وقودا لجيل قادم اكثر تصميما على الثار وعلى البقاء والدفاع عن ارض فلسطين ليس في غزة فقط بل في فلسطين كلها من البحر الى البحر .
والاشتباك الملكي النابع من عمق الإحساس بأوجاع الفلسطينيين الذين يذبحون على الهوية وبدم بارد وبنار حامية وبواسطة أسلحة فتاكة محرمة دوليا يؤكد مجددا ان الأردن لم تغير بوصلتها ابدا وان البوصلة التي لا تتجه لنصرة اهل فلسطين هي بوصلة خائبة وخائنة وان الصمت العربي الرسمي الذي يقطع الظهر هو صمت ينبغي ان لا يكون فحين يتم الاعتداء على الأطفال وعلى الناس والشيوخ والسجد الركوع دون ان يرف الجفن العربي الرسمي يمنح المعتدي شهادة البراءة من دم الفلسطينيين وشهادة الحصانة للاستمرار في القتل والتشريد تماما كما منحت قيادات الغرب وامريكا الرخصة بالقتل وفق منطق اعوج غير سوي فيه تمييز واضح بين الدم العربي والدم الإسرائيلي واليهودي .
المواقف وحدها تبين معدن الناس واصالتهم وموقف الملك والملكة مما يجري في فلسطين افصح عن معدن من الذهب الصافي موقف فيه انحياز لوجع الناس الذين يقتلون هناك الناس الذين لهم امال وطموحات واحلام باتت تغتال بيد حديدية تستهدف تدمير ليس الانسان فقط بل كرامته ودفعه لرفع راية الاستسلام وهو الذي يبدو بعيدا عن الشخصية الفلسطينية التي تتمسك بالأرض والعرض وتدافع عن حقها في ارضها حتى ولو دمرت فانها ابدا لا تهزم .
شكرا ابا الحسين … شكرا ام الحسين …. فحين يكون الكلام في وجه سلطان جائر او قوة متجبرة فانه يتحول الى مرتبة جهادية متقدمة …. شكرا لكما سيدي الملك … سيدتي الملكة فقد تبين لنا جميعا الخيط الأبيض من الخيط الاسود في هذا الليل العربي الموغل في السواد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى