الشاشة الرئيسيةمقالات

الاردن ….وقفة مصارحة

د. عبدالمهدي القطامين
دائما في خضم الاحداث الجسام علينا ان نقف متأملين منصفين متحرين للحقيقة بعيدا عن العواطف التي ربما تخدع في الكثير من الاحيان وحين يطيب للبعض ان يتقول على الاردن او يقف معه موقف متضاد عليه ان يقرأ التاريخ جيدا فقراءة التاريخ هي المفتاح لكل تحليل منطقي وعقلاني وغير متجن .
في العام 1948 حين دقت طبول الحرب من قبل الصهاينة واعلنت عدوانها الشامل على فلسطين واجتاحت دولة الكيان اراض فلسطين كان للاردن موقفه البطولي انذاك وكان جيشه قليل العدد قليل التسليح قد وجد نفسه في اتون حرب لا ترحم ومع ذلك دخل بكل قوته وقواته وعديده فيها وسطر في كل المواقع التي كان يتموضع فيها بطولات قاربت الاساطير وخاض الجيش العربي الاردني هناك حروبا ملحمية كان ابرزها في اللطرون، وباب الواد، والشيخ جراح ، والقدس ، والنوتردام ، ومعركة تل الذخيرة الى حد ان سرايا وكتائب استشهدت باكملها وهي تدافع عن عروبة فلسطين والقدس .
وفي العام 1967 خاض الجيش العربي قتالا ضاريا في كافة مراكز تموضعه الى حد ان الكتيبة الثانية التي خاضت معارك تل الذخيرة فقدت اكثر من 90 % من منتسبيها ومرتباتها ما بين شهيد وجريح وكانت شهادة العدو جاءت لاحقا في مذكرات وزير دفاع العدو “موشي دايان الذي قال بالحرف الوحد “كانت من أعنف المعارك التي خاضتها القوات الاسرائيلية ضد القوات الاردنية المدافعة، فقد وجد الاسرائيليون أنفسهم يخوضون معركة ضد عدو مصمم على الدفاع، لآخر طلقة وآخر رجل،.
في عام 1968 استطاع الجيش العربي ان يلقن العدو درسا بليغا في معركة الكرامة اذ اوقع فيهم خسائر باهضة في المعات والارواح وانتزع النصر انتزاعا في ذلك اليوم المشهود ليمحو بعض اثار هزيمة النكسة او حرب الايام الست .
في العام 1973 في معركة اكتوبر دخل الجيش العربي المعركة الى جانب مصر وسورية وفي تلك الحرب التي شكلت منعطفا مهما في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي تمكن اللواء المدرع /40 من قواتنا الباسلة من التدخل في أحرج اللحظات في الحرب حيث منع قوات العدو من التقدم باتجاه دمشق وتمكنت قوات الجيش العربي من منع قوات العدو من الالتفاف حول الجناح الأيسر للقوات السورية من خلال تأمين الحماية لمحور (درعا – دمشق), والجناح الأيسر للقوات السورية, إضافة الى إشغالها لجزء من القوات الإسرائيلية على طول امتداد الجبهة الأردنية وحرمانها من تعزيز القوات على الجبهتين السورية والمصرية.
خاص الجيش العربي من قلب ورب كل المعارك التي واجهتها الامة العربية وفي لحظة تم فيها الانعطاف نحو السلام وتمت اتفاقية اوسلو لم يكن امام الاردن الا مباركة السلام الذي ارتضاه الجميع وتوقيع معاهدة السلام مع العدو وما بين الحرب والسلام ثمة الكثير من وقفات التأمل التي ينبغي ان تكون فلكل منهما شروطه واحكامه والتزاماته .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى