مقالات

الاردن: الحكومة تستفز المحامين والمعلمين معاً، و تقرير ديوان المحاسبة عمق الفجوة، والوزراء يستظلون تحت الشجرة

نضال أبو زيد

بدأت الحكومة تخلق حالة صدام غير مبرر مع اكبر النقابات وهما نقابة المحامين ونقابة المعلمين، حيث يبدو أن الحكومة عازمة على الاستمرار في معالجة حالة التأزيم مع المعلمين حتى لا تكون في صدارة المواجهة مجدداً، في حين بدأت تطفوا على السطح حالة مواجهة جديدة، ظهرت من خلال مشاهد تناقلتها مواقع التواصل من داخل قصر العدل أثناء تجمع عدد كبير من المحامين رافضين لقرارات وزير العدل بسام التلهوني الذي أصر على إنفاذ أمر الدفاع 21، ورغم ان مساء الخميس حمل انفراجه في ازمة المحامين، الا ان المشهد الذي ظهر من داخل قصر العدل يعكس مدى عمق حالة التأزيم بين الحكومة والمحامين.

ثمة أزمات مركبة بدأت تواجه حكومة الخصاونة مع اقتراب جلسة طرح الثقة في الحكومة والتي تشير التوقعات إلى انها لن تطول، حيث بدأ قطبي السلطتين التشريعية والتنفيذية يخطبان ود بعضهم حين أشار الخصاونة إلى أن الحكومة منفتحة على النواب، في حين تحدث رئيس مجلس النواب العودات مباشرة عن إرادة التغيير وعن السعي لعمل مؤسسي يخفف من حدة التشنجات الفردية ويحافظ على سمعة مجلس النواب، ويبقى تفسير هذه الجملة مبهماً، و هنا قد تبرز فجوة أعمق من خلال حالة الترصد التي تحاول من خلالها جماعة الإخوان المسلمين التي اخفقت في الانتخابات النيابية بكل المقاييس بعد حصولها على أدنى عدد من مقاعد مجلس النواب في تاريخ مشاركة الاخوان في الانتخابات من ناحية، ومن ناحية أخرى الفشل في استقطاب أعضاء كتلة الاصلاح التي تصدعت قبل اعلان تاسيسها.

رغم حالة التأزيم التي تسود الأجواء السياسية ومؤشرات الاستقطاب بين أطراف العملية السياسية والتي بدت واضحة خلال الأسبوعين الماضيين، يطالع الشارع ستة وزراء يكسرون الحظر الشامل أثناء التقاطهم صور لجولة وصفت بأنها جولة عمل إلى الشجرة التي استظل بها الرسول صلي الله عليه وسلم في المفرق، لتخلق ردود فعل متباينه عصفت بها مواقع التواصل الاجتماعي واثارت سؤال عميق ماذا يفعل الوزراء السته تحت الشجرة في يوم حظر شامل؟ ، ليبدو ان الفريق الوزاري غير منسجم مع متطلبات المرحلة وحالة الاستباك المنتظرة والتي تترصد الحكومة على كافة المستويات، حيث النواب ينتظرون الحكومة في جلسة الثقة وحيث الشارع محتقن من تراجع الوضع المعيشي.

بالمقابل ثمة شكوك تسود الشارع عززها تقرير ديوان المحاسبة والذي تناقله الشارع بادق تفاصيله حول حالات الفساد والعبث بالمال العام والرواتب الفلكية التي ظهرت خارج سياق اطر وهرمية الهياكل الوظيفية، في مشهد يبدو أن وزير المالية العسعس ارده ان يخرج بهذه الصيغة حتى يرسل رسالة واضحة ان هناك تسيب في ضبط الاتفاق، وقد أسر العسعس بها في أكثر من مناسبة ليجد ضالته في تقرير ديوان المحاسبة حتى يؤكد ما كان يتحدث به دائما حول حالات إهدار بالجملة أضرت بالمال العام.

بالمجمل يبدو أن الطريق ليست ممهده امام الحكومة، ويبدو أيضاً ان بعض أعضاء الطاقم يعملون خارج سياق المنظومة، وهو ما يعزز بأن المرحلة القادمة قد تحمل في طياتها حالة صدام غير معلن بين أطراف المعادلة السياسية، قد يكون الخيار الانجع والأمثل فيها امام رئيس الوزراء بشر الخصاونة الجنوح إلى خيار التعديل او التشريق الوزاري قبيل المواجهة المرتقبة في جلسة الثقة، الا ان هذا الخيار يبقى مرهوناً بمدى بقاء مجلس النواب في حالة استكانة، وهذا خيار تقليدي يحصل دوماً في الحالة المحلية الأردنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى