المتحف الفلسطيني يفتح أبوابه من جديد أمام الجمهور

أعاد المتحف الفلسطيني فتح أبوابه أمام الجمهور بدءا من مطلع هذا الشهر، بعد إغلاق احترازي بسبب جائحة “كوفيد 19” استمر لأشهر عدة. وأعلن المتحف عن بدء استقبال الجمهور مع الالتزام بإجراءات السلامة الصحية كافة؛ حيث يستقبل زواره لزيارة معرضه القائم حاليا “طُبع في القدس: مُستَمَلون جدد”، والمساحة التعليمية التفاعلية المرافقة للمعرض، إضافة للاستمتاع بمرافقه الأخرى وحدائقه.
و”طبع في القدس: مُسْتَملون جدد” لقيّمه بهاء الجعبة والقيّم الضيف عبد الرحمن شبانة، هو معرض نظم بالتعاون مع متحف التراث الفلسطيني في مؤسسة دار الطفل العربي في القدس، يبحث العلاقة بين المطبوعات وأهل المدينة، سواء كان محتواها سياسيا، أم تعليميا، أم ثقافيا، أم سياحيا، أم اقتصاديا، ذلك من خلال تحري مهنة المُستملي.
والمُسْتَملي قديمًا هو القارئ لمخطوطة الكتاب الأصلية ومُمْليها على النساخين، وكان، بالتالي، وسيطًا بين المؤلف وجمهور قرائه. تاريخيا، لم تستقر وظيفة المُستَملي كناقلٍ للمحتوى، بل تجاوزت ذلك لتتخذ بُعدًا رقابيا، وهي وظيفة قديمة اختفت كغيرها من الوظائف كنتيجة للحداثة.
سيعاين زائر المعرض عن قرب كليشيهات المطابع والمطبوعات التاريخية، من كتب وكراسات مدرسية وإعلانات تجارية ومواد دعائية سياحية ودينية وصحف ومجلات سياسية وثقافية ودعوات لمناسبات اجتماعية ومخططات وخرائط، من المطبعة العصرية ومطبعة دار الأيتام الإسلامية في القدس، إلى جانب ستة تدخلات قيمية، وفيديو يوثق عمل مطبعة دار الأيتام، إضافةً إلى الاطلاع والاقتراب من رواية القدس عبر مشاهدة كراسات ومذكرات وكليشيهات لشخصيات مقدسية كانت فاعلة في المدينة، مثل: الرسامة فاطمة المُحِب، والكاتب محمود شقير، ومؤسس المطبعة العصرية، أنطون شُكري لورنس.
في السياق ذاته، يرافق المعرض مساحة تعليمية مقامة في رواق المتحف الزجاجي تتضمن ست محطات تفاعلية، هي: “كركشة في المطبعة”، التي تضم مجموعة من آلات الطباعة التي صممها ستوديو العلوم، برنامج البحث والتطوير التربوي في مؤسسة عبد المحسن القطان، و”صور مغايرة”، وهي محطة لتشجيع الأطفال على إعادة إنتاج المواد البصرية في المناهج الفلسطينية، و”معرض متخيل” لحث الزوار على إعادة تصميم وتركيب المعرض، و”رحلات”، وهي المحطة التي تدعو الزوار إلى تصميم بطاقات سياحية تروج لمدنهم وقراهم الفلسطينية المفضلة، ومحطتا “الكلمات المتقاطعة” و”البيان”، والتي تقارب بيانات الانتفاضة الست بطرقٍ إبداعية.
وتهدف هذه المساحة إلى تشجيع الأطفال والعائلات على التفاعل بهدف إنتاج مساهماتهم الخاصة ومقولاتهم حول المعرض وثيماته، كما سيتم إنتاج كُتيب تعليمي يحتوي على قصص وأنشطة مصورة يمكن للعائلة قراءتها وتطبيقها في البيت.
هذا ويستمر المتحف في تقديم فعاليات برامجه العامة والمعرفية والتعليمية المرافقة للمعرض، من ورش فنية، وندوات ومحاضرات فكرية، وجولات إلكترونية، وفيديوهات استكشاف المجموعات الفنية للمعرض، ومدونات صوتية وغيرها، إلكترونيا، مع بعض الفعاليات التي تقام استثنائيا في المتحف. ومع فعالياته الإلكترونية نجح المتحف في إتاحة المجال لأكبر عدد من الجمهور للمشاركة من داخل وخارج فلسطين، وتمكن من دمج فئات جديدة في برامج المتحف من الذين كان يصعب عليهم الوصول إليه ضمن واقع الاحتلال.
وكان المتحف خلال أشهر إغلاقه قد نظم حملة “متحفك في بيتك”، التي قدم فيها لزواره تجربة متحفية معرفية وتعليمية عبر منابره الرقمية، ومنصاته على مواقع التواصل الاجتماعي.
يذكر أن أوقات استقبال الجمهور في المتحف الفلسطيني هي من الأحد وحتى الخميس، من التاسعة صباحًا وحتى الخامسة مساءً، مع العلم أن هذه الأوقات خاضعة للتحديث المستمر، وبإمكان الجمهور مراجعة الموقع الإلكتروني للمتحف للاطلاع على التحديثات.
ويقام معرض “طُبِع في القدس: مُسْتَملون جُدُد” بدعم من: الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، ومؤسسة عبد المحسن القطان، عبر منحة مشروع “الفنون البصرية: نماء واستدامة” الممول من السويد.