دولي

الاحتلال مستمر في عملية ضم الأغوار ومنع إقامة الدولة الفلسطينية

تقع منطقة الأغوار الشمالية في قلب معركة التهويد الإسرائيلي، بهدف إحكام السيطرة عليها وفصلها عن بقية أجزاء الضفة الغربية المحتلة، وتخفيض عدد سكانها الفلسطينيين مقابل إحلال المستوطنين مكانهم، تمهيدا لضمها للسيادة الإسرائيلية ومنع أقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وارتفعت وتيرة الإجراءات التعفسية الإسرائيلية في غور الأردن، طبقا لمنظمة التحرير الفلسطينية، بزيادة الأنشطة الاستيطانية ومصادرة الأراضي وهدم المنشآت الفلسطينية واقتلاع آلاف الأشجار الحرجيّة المثمرّة، وسط تنديد وزارة الخارجية الفلسطينية بانتهاكات الاحتلال، ومطالبتها بحماية دولية للشعب الفلسطيني.
ويواصل الاحتلال حربه على الأغوار بالاستيطان، وفق تقرير المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع للمنظمة، أمس، وذلك عبر مخطط “تحويل ما يسمى “محميات طبيعية” إلى مجال حيوي للأنشطة الاستيطانية، بعدما أقام المستوطنون بؤرتين استيطانيتين على أراضي منطقتي المزوقح والسويدة في الأغوار الشمالية، وصادروا 35 ألف دونم منها، مما تسبب في حرمان الفلسطينيين من الوصول إليها والاستفادة منها”.
وفي هذا السياق، اقتحمت قوات الاحتلال خربة الميتة، التابعة لوادي المالح بالأغوار، وسلمت 20 اخطاراً بوقف البناء في عدد كبير من المساكن والمنشآت الفلسطينية، والتي تضم خياما وحظائر ماشية تعود ملكيتها لـ 19 عائلة فلسطينية من الخربة.
وفكك الاحتلال 8 بركسات للماشية في منطقة البرج في الأغوار الشمالية لخمس عائلات، بحجة تواجدها في محميات طبيعية، وهدم خيمة سكنية وحظيرة أغنام واستولى عليهما في منطقة حمامات المالح.
كما استهدف الاحتلال “محمية عينون الطبيعية، شرقي طوباس، في جريمة جديدة جرى على أساسها اقتلاع وتخريب نحو 10 آلاف شجرة حرجية، إضافة إلى 300 شجرة زيتون، كانت قد تمت زراعتها قبل ثماني سنوات، ضمن برنامج تخضير فلسطين بدعم من القنصلية البرازيلية في فلسطين، في منطقة تمتد على مساحة 400 دونم”.
ولم يكتفِ الاحتلال بتلك الجريمة، بل عمد إلى رشّ أماكن الأشجار الحرجية المقتلعة بالمبيدات خشية أن تنمو من جديد، وذلك بهدف استخدامها ساحات تدريب عسكري مفتوحة قبل تحويلها لاحقا كما هي العادة إلى مجال حيوي للنشاطات الاستيطانية.
وتأتي تلك الخطوة في أعقاب إقامة سبعة مواقع بذريعة تسميتها “محميات طبيعية” جديدة، وتوسيع 12 “محمية طبيعية” أخرى في الضفة الغربية، لأغراض المشاريع والمخططات الاستيطانية، مما أدى إلى مصادرة عشرات آلاف الدونمات في ما بقي من أراضي مناطق (ج) التي يسيطر عليها الاحتلال.
وكانت سلطات الاحتلال سيطرت على 26 موقعا في غور الأردن في العام 2011 وأعلنتها محميات طبيعية بالقرب من مناطق تدريب الجيش الإسرائيلي، وتُشكل تلك المحميات نحو 20 بالمائة من مساحة الأغوار الفلسطينية .
بينما تواصل سلطات الاحتلال انتهاكاتها في مختلف أنحاء الضفة الغربية؛ حيث تمضي قدما في تنفيذ مشروع جديد لإقامة أضخم مبنى تهويدي أسفل ساحة البراق، الجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك، على مساحة ألف متر مربع لتسهيل اقتحام المستوطنين المتطرفين للمسجد وأداء طقوسهم وصلواتهم التلمودية فيه.
ووفق المشروع؛ الذي تشرف عليه عدة مؤسسات إسرائيلية، مثل ما تسمى “سلطة الآثار الإسرائيلية” و”وزارة الأديان” و”قسم وقف حائط البراق” وجمعيات استيطانية، سيتم ربط المبنى فوق الأرض بمحطة القطار الهوائي لتأمين اقتحام المستوطنين والزوار الأجانب للمنطقة.
ويتزامن ذلك، وفق التقرير، مع مخطط إقامة 342 وحدة استيطانية جديدة على أراضي بيت صفافا في إطار مستوطنة “جفعات همطوس” الإسرائيلية بالقدس المحتلة.
ونشطت تحركات المنظمات الاستيطانية المتطرفة، مؤخراً، من أجل الضغط في “الكنيست” والحكومة الإسرائيلية لشرعنة البؤر الاستيطانية العشوائية، وفق منظورهم، قبل انتخابات “الكنيست” المرتقبة في آذار (مارس) المقبل.
من جانبها؛ طالبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، الأمين العام للأمم المتحدة، ومجلس الأمن بتحمل مسؤولياتهم التي يفرضها القانون الدولي، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وحقوقه الوطنية العادلة والمشروعة.
وأدانت الوزارة، في تصريح أمس، جرائم الاحتلال ومستوطنيه واعتداءاتهم المتواصلة على الشعب الفلسطيني وحقوقه، معتبرة أن الاحتلال يستهدف ضم وأسرلة تدريجية للمناطق المصنفة “ج”، وملاحقة للوجود الوطني والإنساني الفلسطيني في تلك المناطق التي تشكل غالبية مساحة الضفة الغربية المحتلة.
وتحدثت عن مواصلة المستوطنين تنفيذ المخططات الاستعمارية التوسعية، عبر تصعيد اعتداءاتهم وأعمالهم الإرهابية ضد المواطنين وأرضهم وممتلكاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة.
وقالت إن التصعيد الحاصل في اعتداءات المستوطنين بات يسيطر على المشهد الميداني في الأرض الفلسطينية المحتلة، ويتجسد بأشكال مختلفة من قتل واعتداء على الممتلكات والاستيلاء على الأراضي، ومطاردة المزارعين واقتلاع أشجارهم وقتل مواشيهم، وغيرها من أشكال التصعيد الإجرامي بدعم من جيش الاحتلال.
وأضافت أن آخر هذه الاعتداءات، استهداف خان اللبن الشرقية الأثري جنوب نابلس، وأداء صلوات تلمودية على الشارع الرئيسي القريب منه، في مؤشر خطير يمهد للاستيلاء عليه خدمة للمصالح الاستيطانية التوسعية، الأمر الذي ينطبق على عديد الاعتداءات التي ينفذها المستوطنون لتوسيع استيلائها على الأماكن الأثرية والدينية الفلسطينية المنتشرة في عديد المناطق.
وحذرت الوزارة من التعامل مع هجمات المستوطنين كأمور اعتيادية ومألوفة تتكرر يومياً، بعيداً عن خطورتها على الحقوق الفلسطينية، ونتائجها الكارثية على فرصة إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، متصلة جغرافيا، ذات سيادة بعاصمتها القدس المحتلة. الغد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى