الشاشة الرئيسيةمحلياتمقالات

اطلاق الخطة الوطنية للمياه ….يد واحة لا تصفق

د. عبدالمهدي القطامين

اطلقت وزارة المياه والري امس خطتها الوطنية للمحافظة على المياه ومنع هدرها وتوزيعها بعدالة على المشتركين ووفق الموارد المتاحة ويعد اطلاق هذه الخطة خطوة طيبة تجاه هذا المورد المهم والذي يمس عصب الحياة اليومية للناس والصناعات وكافة مرافق الحياة ولكن ودائما هذه اللاكن تكمن في وسط اي خطة وطنية هناك اشياء هي خارج ادارة الجهات المشرفة والمنتجة والساحبة والموزعة للمياه واهمها هو السلوك وثقافة التعامل اليومي مع المياه وهنا مربط الفرس هل الجمهور او متلقي الخدمة غير من سلوكه في التعامل اليومي مع المياه وهل ابتعد او سيبتعد عن الهدر الذي اعتاده في كافة تفاصيل حياته اليومية وهل وصل الى مرحلة انه عند غسل اسنانه صباحا لا يهدر خمس لترات من المياه حين يتركها تصب دون انقطاع وهل تحول من غسيل سياراته من الخط المباشر الذي يستهلك ما يزيد على 40 لترا من المياه الصافية النقية الصالحة للشرب عند كل غسلة للسيارة وهل …. وهل ….وهناك الكثير من التصرفات الاستهلاكية الفردية التي تستهلك المزيد من المياه دون ان يشعر بها المواطن وهي تترجم في النهاية الى هدر مائي مخيف والى ارتفاع حاد في فاتورة المياه .

ثقافة الاستهلاك هي ثقافة دائما صعبة التغيير وتحتاج الى وقت اطول للتحول والتغيير في السلوك يحتاج الى جهد ذاتي يُعّود نفسه عليه المستهلك وهنا اتوجه الى وزارة المياه والري والى شركات المياه الوطنية التي تدير قطاع المياه في الشمال والوسط والجنوب الى تكثيف حملاتها التوعوية الهادفة الى تبيان الاستخدام الامثل لكافة سلوكيات التعامل مع المياه ولا بأس لو فكرت ايضا في مكافأة اول شخص يبلغ عن هدر مائي يشاهده في اي موقع او في اي نقطة يرى فيها هدرا للمياه .

اعلم ان اغلب الحملات لا تؤتي ثمارها كاملة ولكن لو كل حملة تتم تغير من السلوك العبثي بواقع 10 بالمئة فان تراكمية الحملات وزيادة عددها وتنويعها على كافة فئات المجتمع سيحد ولو قليلا من الهدر الذي يهدد قطاع المياه باكمله ومن يلقي نظرة واحدة على نسبة الفاقد من المياه على المستوى الوطني يصاب بالهلع اذ تكاد تبلغ نسبته ما يزيد عن 50 بالمئة من كمية المياه المستخرجة من الابار وهذا رقم مهول ويعني ان هذا الفاقد لو تم السيطرة عليه فاننا سنكون في بحبوحة من المياه ولن يعاني مواطن واحد من النقص في المياه التي تصله .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى