الشاشة الرئيسيةمقالات

إبنة القدس

الدكتور جميل الشقيرات
شاهدنا وعايشنا بالأمس حادثة إرهابية صهيونية جديدة وانتهاكاً صارخا للقانون الإنساني الدولي والأعراف المهنية والحرية الإعلامية، فقد استيقظ العالم على اغتيال الإعلامية الفلسطينية شيرين أبوعاقلة مراسلة قناة الجزيرة الإعلامية بدم بارد.
على مدار ٢٥ عام من مهنة المتاعب كما يصفها الإعلاميون أوصلت الفقيدة صوتها ورسالتها إلى العالم فعلا من خلال تقارير وأخبار تفضح سياسة الاحتلال الصهيوني لفلسطين وتكشف الحقائق التي يحاول المحتل طمسها..فهي لم تكن صحافية فقط بل كانت تمارس مهمتها كابنة قضية ووطن محتل وشعب مضطهد.
اغتيال شيرين عمل إرهابي بشع ووحشي ليس بمستغرب على العدو الصهيوني الغاصب للأراضي الفلسطينية والذي يغتال الأطفال قبل النساء، والعجائز قبل الشباب.
إغتيال ابنة القدس يعني ان العدو لا يفرق بين الأديان إسلامية كانت أو مسيحية، وذلك على مرأى ومسمع وتخاذل المجتمع الدولي الصامت عن اعتداءات هذا المحتل.
عرفت شيرين وملامحها عبر شاشة التلفاز. عرفت اندفاعها ودفاعها عن قضيّة العرب والمسلمين والمسيحيون الاولى، لم يلهها عنّها فستان ورائحة عطر ولا طلاء أظافر، ولم يشغلها عنّها حب الظهور ولم ينقصها الا ارتداء بدلة المقاتلين ،عرفت معدنها المجرد من التصنع والتظاهر والذي ظهر خلال حضورها وتغطيتها لكل ما يدور على الساحة الفلسطينية وعلى الأرض التي أرهق دمها فوقها.
وداعاً ابنة القدس وتحيا فلسطين من البحر إلى النهر عاصمتها القدس الشريف، وأن الأرض سيرثها عباد الله الصالحون والعاقبة للمتقين، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، والحمد لله رب العالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى