الشاشة الرئيسيةمقالات

أيران وإسرائيل وحدة الاهداف وتقاطع المصالح

الغواص نيوز
لافي العمارين
أعادت معركة طوفان الأقصى القضية الفلسطينية الى أولويات القضايا العالمية فمنذ 7 أكتوبر هرع القادة والشعوب كل بما يملك لأبداء مناصرته لشعب غزة وعادت المواقف للتباين من جديد بين شعوب مناصرة وقادة يشجبوا ويستنكروا وكل يدلي بدلوه، ومن بين هذه المواقف ارتفاع وتيرة التصريحات العدائية بين إيران وإسرائيل أحدهما محتل غاصب وقاتل والاخر مناصر لشعب غزة وبين هذا وذاك تبقى الحرب في ظاهرها بدماء وأرض عربية وفي باطنها وحدة هدف وتعارض مصالح بين الدولتين، ففي الوقت الذي سعى فيه العرب لمناصرة قضيتهم وحقن دماء أبناء العروبة ، حرصت الاستراتيجية الايرانية والاسرائيلية على نزف قطرة دم واحده على أرضهم .
سرعان ما تحولت قضية الامه الى قضية دولية لا يملك العرب زمامها فعندما هرعوا لتقديم المساعدات وحشد المواقف السياسية وأجراء المفاوضات لدعم غزة، ذهب الاخرون لصب الزيت على النار، فشتان بين تقديم لقمة العيش لحفظ البقاء وبين المسارعة في تقديم رصاصة القتل، سرعان من نادى بوحدة الساحات العربية ونسي ساحتي أيران وإسرائيل من الدماء العربية، فالساحة الإسرائيلية امعنت في القتل والتنكيل ضد شعب أعزل في حين أن الساحة الايرانية حرصت على سباق التصريحات وأطلاق الشعارات وتقديم السلاح لأطراف الصراع وتبنى نتائج مواقف الاخرين الايجابية .
عجباً لم نرى أهداف اهداف أيران داخل إسرائيل تدكها صواريخ القدس ترجمة لمواقفها في العلن المؤيدة لفلسطين في وقت حاجة فلسطين للمواقف الصادقة، ولم تعرض الفضائيات غارات جوية إسرائيلية تقتنص المفاعلات النووية الايرانية، عجباً في هذا التوقيت سعت أيران لإقحام الساحات العربية ونسيت ساحتها، سعت لتأجيج الصراع في السودان وإقحام اليمن فيما لا طاقة له به، وتنسحب في أول تصريح رسمي لها عن تبني مساهمتها في حرب غزة وكأنها شعرت بأنها متهمة ، أما الطغيان الإسرائيلي فبدوره سارع لتدمير المنشآت الصحية والتعلمية والانسانية في غزة واستهداف الصحفيين في لبنان وضرب المنشآت الحيوية في دمشق ، نعم ما نسيته إسرائيل أكملته أيران بضرب شمال العراق .
أين أيران من الوجود الإسرائيلي على حدودها الشمالية في أذربيجان، وأين إسرائيل من سواحل أيران، هل منعت الرياح السفن الحربية الاسرائيلية من موانئ ايران ووجهتها للمياه الاقليمية العربية، أين إسرائيل من مفاعلات ايران النووية ؟ ألم تشكل تهديد كما المفاعلات النووية العراقية والتي سارعت بتدميرها ؟
نتسأل ….. من خلق المبرر ؟ ومن يقتنص الهدف ؟ ومن هم أداة التنفيذ ؟ لا عجب في ذلك فبعض أبناء جلدتنا أتقن دور الاداة بالوكالة والضحية لطرفي الصراع، على حساب قضية الدين والقومية ، فسارع الى تأجيج الخلافات الداخلية بين أبناء القضية ملبياً نداء ايران بخلق الفوضى بين جماهير القضية في بعض ساحات الدول العربية وتوفير سبل عدم الاستقرار، يبقى القول بأنه لا عزة لمن اتخذ أوليائه في الشرق والغرب فمن أعتز بغير الله ذُل .
ما شهدناه في ذروة حرب غزة بأن هناك من أوجد سبل صرف النظر عنها وإشغال الامه بالأطراف دون المركز ، من تسبب بصرف النظر عن غزة الى الممر التجاري العالمي باب المندب وخلق المبرر لوجود عسكري إسرائيلي فيه، وضرب الحدود الاردنية السوريه في بادرة تهدف لتغيير بوصلة الاهتمام العربي من القضية الام الى أمن الوطن، وضرب شمال العراق وليست ميدان إسرائيل عنه ببعيد، ألم تتواجد جماعات الحرس الثوري على الحدود الاسرائيلية في سوريا ولبنان ؟
في خضم هذه المعركة يتضح التقاء اهداف كل من إسرائيل وايران، تشتيت الامة وتمزيق وحدتها وتأجيج الصراعات الداخلية والطائفية بين الدول العربية وحتى بين مكونات الدولة الواحدة وخلق الاحزاب الولائية وهو ما أخذته أيران على عاتقها، بينما تكفلت إسرائيل باستخدام ألة القتل والتنكيل وتنفيذ تحقيق الاهداف مع أيران ، نعم يبقى أن نقول بأن مصالح الدولتين تتقاطع في خارطة النفوذ لكل منهما وأقتسام الثروات ورسم مستقبل الامبراطوريتين على الارض العربية، فأين نحن من المؤامرة ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى