ملك ومملكة.. ورحلة لا تنتهي من العطاء

يحتفي الأردنيون اليوم بالعيد الستين لميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني، مؤكدين التفافهم حول قيادتهم الهاشمية، التي سعت وما تزال الى النهوض بالمملكة والسير بها الى بر الأمان، وسط بحر متلاطم من النزاعات والاضطرابات، والعبور بها الى مئويتها الثانية.
وبخطى واثقة نحو مستقبل يحتشد بالإنجازات والإرادة الصلبة، كرس جلالة الملك عبدالله الثاني، مفاهيم النهضة والبناء في المشروع الوطني الأردني، وعزز من مخرجاته الوطنية، اجتماعيا واقتصاديا وتنمويا، ليغدو الأردن اليوم مركزا محوريا في الاقليم العربي وبين دول العالم، أكان ذلك في التعليم أو الاستثمار أو العمارة أو الديمقراطية، أو التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وغيرها من المجالات التي وضعت الأردن في مصاف الدول المتقدمة.
وتحقق خلال عهد جلالته، إنجازات غير مسبوقة في المجالات كافة، تمكنت المملكة من خلالها من تخطي الكثير من التحديات، واستطاعت خلال عقدين من عهد جلالته، أن تدفع بعجلة التنمية الى الأمام.
ومنذ تولى جلالته مقاليد الحكم، بدأت تباشير التطور للبلاد، تأخذ طريقها على سكة العمل الجاد والدؤوب، لتواكب مقتضيات العصر، وتعزز من مقدرات الوطن والمواطن، وترتقي بمساحة الحلم الأردني، لتغدو الأردن إحدى اهم المراكز الاستثمارية في المنطقة، ونقطة انطلاق اقليمية ودولية لكبريات المؤسسات الدولية الاقتصادية.
فعلى صعيد التقنيات الحديثة، تمكن الأردن بتوجيهات جلالته، من أن يدفع الاجيال الجديدة الى صياغة فهم عصري للتعامل مع مقتضيات العصر التقنية، والتوجه نحو التخصص في مجالات الالكترونيات والاتصالات المتقدمة، والعلوم الجينية، والمضي الى تحديث المنظومة الادارية، والحكومة الالكترونية.
لقد صب جلالة الملك جل اهتمامه على رفع مستوى الخدمات للمؤسسات الوطنية، ومدها بكل ما يعزز من قدرات الأردنيين للوصول الى مبتغاهم في التطوير والتقدم والبناء والعمل.
وفي المجالات الصحية، تمكن الاردن من تطوير بنية القطاع الصحي، حتى أضحت المملكة، مقصدا للسياحة العلاجية من مختلف أنحاء العالم، وفي هذا النطاق، جرى تعزيز كافة المحافظات بمسشتفيات ومراكز صحية شاملة، لتغطي خدماتها المواطنين بالعلاج والطبابة، واجراء اعقد العمليات الجراحية، وتكشفت قدرات القطاع عن حجم الامكانيات التي يتمتع بها خلال جائحة كورونا، وسعة تغطيته لكافة مناطق المملكة.
أما في الجانب التعليمي، فاستطاع الأردن أن يخطو خطوات مهمة بتحديث بنية التعليم المدرسي والجامعي والمهني، في سعي منه الى تلبية حاجات البلاد من التخصصات العلمية والانسانية، وخلال عهد جلالته، أصبح التعليم في الأردن منارة حقيقية، وضعت الأردن في مراكز متقدمة، لما يتمتع به من طاقات وخبرات عالية.
وشهدت المحافظات، قفزات نوعية من حيث تطوير شبكات الطرق، وتفعيل القطاع الاقتصادي بمختلف مناحيه، عبر الاستثمارات الكبرى، والمشاريع التي تسهم بالحد من البطالة، وتحسين المستوى المعيشي للمواطنين.
وحظي الأردن على مدى تاريخ بمكانة مهمة بين أقاليم المنطقة على المستوى الثقافي والاجتماعي والشبابي، وبزغ فيه شخصيات ثقافية وتاريخية، وفي عهد جلالته تمكن الأردنيون من البروز في مختلف المجالات الثقافية والشبابية بحصولهم على جوائز، تشهد ببراعتهم وجودة منتجهم الثقافي العربي والعالمي.
في القطاع الزراعي، فإن جلالة الملك دأب في العقدين الماضيين وما يزال، على تعزيز هذا القطاع وتحديثه، ورفده بالخبرات والتوجيهات التي ترتقي به، ما جعل المنتج الزراعي الاردني، يتبوأ مراكز متقدمة من بين المنتجات الزراعية العربية.
ويكرس جلالته جل اهتمامه ايضا بتحديث المنظومة الادارية، ورفد القطاع العام، بكل ما يمكنه من تخطي الانماط السابقة في العمل، من خلال برامج عصرية، لتوازي في أدائها اعرق المؤسسات في الدول المتقدمة.
كما ويعمل جلالته على الارتقاء بالمنظومة الامنية الوطنية، وتطوير موارد القوات المسلحة، والامن العام والدفاع المدني والاجهزة الامنية، فالأردن يتوسط منطقة تحتدم فيها الصراعات، لكنه حافظ خلال هذه الفترة المعقدة من حياة المنطقة، على موقعه المتقدم في حماية حدوده وأمنه الداخلي، بأحدث المنظومات العسكرية والامنية.
لقد وجه جلالته منذ بدأ عهده الى تعزيز الديمقراطية والاصلاحات السياسية والتشريعات، للنهوض بالأردن، وتعزز مكانته بين بلدان العالم، وتقديم نموذج مستقر في الحكم، تتعزز فيه العلاقة بين الحاكم والمحكوم، في أعظم صورها الراقية والمتقدمة، التي تستند على ركائز الحقوق والواجبات والحريات.