متحف العقبة التراثي توثيق لذاكرة المدينة ونقطة جذب سياحي

كتب رياض القطامين
يجسد متحف العقبة التراثي مع البحر والشمس ثلاثية لذاكرة المدينة ومحطة تستوقف السائح ليقرأ على جدران المتحف وفي موجوداته تاريخ مدينة العقبة وأسفار شعوب , وحضارات أمم, عبرت من حيث أقيم المتحف على الشاطئ الأوسط.. تتعدى أهمية المتحف الذي افتقرت إليه المدينة عقودا طويلة الكلف المادية وحجم المبنى المقام بطريقة كلاسيكية تحاكي تاريخ المدينة ليؤرخ ولأول مرة لفترة طويلة من تاريخ العقبة بتوثيق الصورة والكلمة ومفردات التراث وفقا للمؤرخ المتخصص بتاريخ وتراث العقبة الباحث عبدالله المنزلاوي الذي بذل جهدا مميزا في بناء المتحف وأشرف عليه.
نشأت فكرة هذا المتحف وفقا للمنزلاوي الذي رسم كافة الرسومات كونه فنانا تشكيليا من خلال اندفاع مجموعة من الكوادر الثقافية المحلية التي أحبت العقبة وعشقت تراثها وحرصت على إحيائه والحفاظ عليه، وبادرت لتنفيذ هذا المشروع بطريقة يدوية وبمواد محلية مما عكس حقيقة التراث وأضفى عليه الطابع المحلي بالتعاون ودعم من سلطة العقبة الخاصة.
يهدف إنشاء المتحف بحسب المنزلاوي إلى توثيق التاريخ العقباوي وإحياء الموروث الثقافي والتراثي لمدينة العقبة، وبخاصة بعد التطور الكبير الذي شهدته المدينة ليعيد إلى الذاكرة الكثير من الأماكن والمقتنيات والمفردات التراثية التي اختفت أو أوشكت على الاختفاء إلى جانب إمكانية توظيف الموروث الثقافي والتراثي في التسويق السياحي للمدينة بوضعه على خريطة الأماكن السياحية وإطلاع الزوار والسياح على روائع التراث المحلي ليجذر إلى مفهوم السياحة التراثية.
يتيح موقع المتحف المميز على أجمل شواطئ العقبة للزائر مشاهدة أهم المواقع السياحية والتراثية والأثرية في المدينة فهو يحاذي الأسواق التجارية وسط البلد مما يعطي السائح و الزائر فرصة للتسوق والتواصل مع السكان المحليين الذين يظهرون كل الود والاحترام له.
كما تمنح حدائق النخيل التراثية المحيطة بالمتحف كإحاطة السوار بالمعصم السائح فرصة لمشاهدة المزارعين المحليين وهم يزرعون ويسقون مزروعاتهم من الآبار القديمة، وبوسع السائح شراء أفخم أنواع التمور من جوار المتحف إضافة إلى فرصة رائعة لمشاهدة الصيادين وهم يعتلون قواربهم ويحملون أسماكهم وشباكهم وشراء الأسماك الطازجة من الصياد مباشرة.
ومن بوابة المتحف بإمكان الزائر والسائح القيام بجولة بحرية على متن قوارب زجاجية لمشاهدة أنواع المرجان الرائعة وهناك فرصة لزيارة قلعة العقبة المملوكية التي تحكي قصة العقبة على مدار تاريخها ويرى الزائر شعار الثورة العربية الكبرى فوق باب القلعة المحاذي لبيت الشريف الحسين بن على والذي يحكي قصة الثورة العربية الكبرى ومسيرة جيشها، يعلوه أطول سارية في العالم يخفق عليها علم الثورة العربية تحيط به المدرجات الحجرية والساحات التراثية, وبإمكان زائر المتحف مشاهدة رسو السفن السياحية ومغادرتها لميناء العقبة والاستمتاع بحداء النوارس وشفق غروب الشمس في آن معا.
يضم المتحف العديد من المقتنيات يتصدرها نسخة من القرآن الكريم مطبوعة عام 1925 وأكثر من مئة صورة فريدة لمشاهد متنوعة منها أول صورة للشريف الحسين بن علي عند قدومه للعقبة .
كما يضم المحتف الأجنحة التراثية التي تتكامل فيها الصورة التراثية التي تحكي قصة العقبة وتعرض تاريخها وتراثها في أجمل صور يتقدمها جناح السوق القديم بدكانة ومحلات بيع السمك وجناح خاص يمثل باحة المنزل العقباوي المعروف» بالحوش» ثم جناح البيت العقباوي القديم بأثاثه كما يضم المتحف القاعة البحرية تمثل مفردات التراث البحري للعقبة.