مؤسسة عبدالحميد شومان وجودة المنتج الثقافي

د.عبدالمهدي القطامين
حين يشح الفعل الثقافي ويهدد بالانقراض فأن مؤسسة عبدالحميد شومان تنتشله من واقعه البائس وتدشنه حضورا طاغيا جميلا عذبا .
هذه المؤسسة المنبثقة عن البنك العربي المصرف العربي الأشهر محليا وعالميا لم يطل التفرج على الفعل الثقافي الذي يبدو في الكثير من الأحيان يتيم الابوين فأسس مؤسسة شومان لتكون مركز خصب ثقافي تنويري تتيح للثقافة ان تتنفس قليلا بعد ان اصبحت آخر اهتمامات المجتمع والدولة ايضا وهي بذلك تنحت في صخر المعرفة لتقدم منتجا معرفيا مكتمل الأركان غير منقوص فيه تنير بعض ما اعتم في وجه العمل الثقافي وهي ترسم حراكا ثقافيا مستنيرا واعيا لأهمية ان تكون الثقافة فعلا معيشيا يوميا عبر برامج تدرس بدقة وتنفذ بدقة ويقوم عليها اناس آمنوا بحرية الكلمة وقدرتها على تغيير الواقع .
وقد تعزز دورها واستطاعت ان تكون ملاذا للباحثين عن الثقافة ابان ازمة كورونا التي جعلتنا نعتكف في بيوتنا وسط ضوضاء التواصل الأجتماعي التي راحت تطرق مسامعنا وعيوننا بلا هوادة .
ان التأصيل الثقافي الذي تقوم به مؤسسة عبدالحميد شومان يجب ان يكون له ما يقاربه من عمل ثقافي من بقية البنوك في المملكة التي ربت على خير البلاد وازدهرت فيها وراكمت الكثير من الاموال التي تتحول الى ودائع وارباح دون ان تلتفت الى الواقع الثقافي الذي تنوء به وزارة الثقافة والتي بالكاد تلتقط انفاسها في ظل موازنة لا تكاد تفي برواتب منتسبيها ويترك بعض الفتات لدعم الحركة الثقافية التي اصابها ما اصابها من وهن وتراجع حتى باتت ضمن لزوميات ما لا يلزم وتلك نظرة خائبة محبطة للرائي وللمرئي وما بينهما من حراك ثقافي فقد وهجه وظل حزينا تماما كالايتام على موائد اللئام .
الفعل الثقافي يموت ان لم يجد من يرعاه ويحرص على ضخ الحياة في عروقه ونشره بين الناس وتلك هي المهمة التي نذرت نفسها من اجلها مؤسسة شومان واظن ان ما تفعله تجاه الثقافة بكافة اركانها ومحاورها هي سنة حسنة ينبغي ان تكون محفزة للاخرين كي يسيروا على ذات النهج وعندها اجزم ان حال الثقافة سيعتدل وستعود لها روحها الوثابة التي لا تموت حتى ولو خمدت طويلا او خفتت بعض زمن فثمة ما يجعلها حاضرة حية قادرة على البقاء والتأثير الايجابي في حياة الناس وسلوكهم وقدرتهم على ان يكونوا .
اخيرا لمؤسسة شومان كل المحبة والتقدير والتوفيق .