لترسيخ التفوّق النوعيّ والكميّ لإسرائيل على العرب والمُسلمين بالجوانب التسليحيّة والعسكريّة واشنطن تدعم الكيان بـ 270 مليار دولار.. المساعدة الأمريكيّة للاحتلال بالعدوان على غزّة الأكبر منذ حرب 1973

الغواص نيوز
ذكر موقع صحيفة (YNET) الإخباريّ-العبريّ، أنّ جيش الاحتلال طلب، في الأسابيع الأخيرة، من البنتاغون مروحيات قتالية لتعزيز منظومة سلاح الجو، حيث تواكب مروحيات الأباتشي قواته البريّة في سماء قطاع غزة خلال الاشتباكات والمعارك المعقّدة.
ورغم الإشارة إلى رفض واشنطن طلبًا إسرائيليًا بالحصول على مقاتلات “أباتشي” إضافية، فقد لفت الموقع إلى أنّ المساعدات العسكريّة الأمريكيّة المقدمة لتل أبيب منذ اندلاع الحرب ضد غزة ارتفعت إلى أعلى مستوى منذ حرب عام 1973.
وقال إنّ هذه المساعدات “تشمل الطائرات والسفن وآلاف أنظمة الأسلحة والذخائر، مثل قذائف الدبابات وقنابل الطائرات المتخصصة والطائرات بدون طيار ومعدات الرؤية الليلية والرادارات وحتى المركبات المدرعة وسيارات الإسعاف”.
وبيّن أنّه تمّ توزيع هذه الإمدادات على “الوحدات العاملة على جميع الجبهات، بما في ذلك الضفة الغربية، لتلبية المطالب العسكرية بشكل فعال”.
وأكّد الموقع، نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ إسرائيليّةٍ مطلعةٍ، أنّ الولايات المتحدة رفضت هذا الطلب، لكنّه نقل عن المصادر عينها أنّ الكلمة الأخيرة في المسألة الحساسة لمّا تُقل بعد، ولاسيّما أنّ الضغط الإسرائيلي للحصول على مروحيات أباتشي أخرى للجيش مستمرّ طوال الوقت.
وبحسب الموقع، طرح وزير الأمن يوآف غالانط هذا الموضوع، في النقاش المغلق، مع نظيره الأمريكيّ لويد أوستين الذي كان يزور الدولة العبريّة الأسبوع الماضي. وأضاف الموقع: “يمتلك الجيش الإسرائيليّ في الإجمال سربيْن من طائرات المروحية القتالية، 190 و113 اللذين يعملان في قطاع غزة على مدار الساعة، طوال أيام الأسبوع منذ 7 تشرين الأول الماضي، في حين تُشغّل الأسراب من القاعدة الأساسية رامون في النقب، وهناك بعثة أخرى تبقى على أهبة الاستعداد في الساحة الشمالية في قاعدة رمات دافيد”.
ولفت الموقع إلى أنّ المساعدة الأمريكيّة لإسرائيل هي الأكبر التي تقدمها الولايات المتحدة في أثناء القتال، منذ حرب تشرين الأوّل 1973، مع مئات الطائرات والسفن التي تنقل بقطارٍ جويٍّ وبحريٍّ كلّ أسبوعٍ مئات الآلاف من الأسلحة والرادارات وسيارات الجيب المدرعة وسيارات الإسعاف العسكرية وغيرها.
وأشار الموقع إلى أنّ الوسائل القتاليّة الأمريكيّة تصل أيضًا من مخازن الجيش الأمريكيّ في الشرق الأوسط، ومن دونه كان سيجِد الجيش الإسرائيليّ صعوبة بالتقدّم في القتال وتركيز ردعه، والذي هو أحد أهداف الحرب، مضيفًا: “ما تزال الولايات المتحدة تمارس ضغوطًا كبيرة على إسرائيل لعدم فتح حربٍ مع حزب الله”.
وبحسب الموقع فقد أوضح الجيش في طلبه أنّه استخدم “مروحياته الهجومية من طراز أباتشي في قطاع غزة، وللقيام بعمليات ضدّ أهداف حزب الله في جنوب لبنان وضرب أهداف في الضفة الغربية”.
في السياق، جدير بالذكر أنّ المساعدات الأمريكيّة لإسرائيل تُشكِّل 55 بالمائة من جميع المساعدات الأمريكيّة للعالم، وبلغت منذ عام 1948 قرابة 130 مليار دولار، وتفيد تقديرات أخرى بأنّها وصلت إلى 270 مليار دولار، وأقرت الولايات المتحدة حزمة مساعدات لإسرائيل لأعوام 2019-2028 بقيمة 38 مليار دولار، وتشمل تمويل مشاريع عسكرية مشتركة للحماية من الصواريخ.
كما تمثل المساعدات العسكرية الأمريكيّة لإسرائيل 18 بالمائة من الميزانية العسكرية للأخيرة، وبموجبها تشتري أسلحة بقيمة 815 مليون دولار سنويًا، وتخصص 500 مليون دولار لتعزيز الدفاعات الصاروخية، بما فيها القبة الحديدية.
وساهمت المساعدات العسكريّة الأمريكيّة في تطوير منظومة (القبة الحديدية) المضادة لصواريخ المقاومة الفلسطينية، وذلك بما يزيد على مليار دولار، وتطوير المنظومة المضادة للصواريخ (حيتس) بأكثر من ملياريْ دولار، ونشرت الولايات المتحدة نظام رادار (إكس-باند) في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والذي يمتلك القدرة على اكتشاف الصواريخ المعادية، فضلاً عن إمداد إسرائيل بالطائرات المقاتلة “إف-35”.
علاوةً على ما جاء أعلاه، يشمل الدعم العسكريّ الأمريكيّ لإسرائيل قيام واشنطن بتخزين إمداداتها العسكريّة لدى الأخيرة، بحيث يمكن لقواتها أنْ تطلب استخدامها من واشنطن في أوقات الطوارئ كما حدث في حرب لبنان الثانية 2006 وحرب غزة الثالثة 2014.
وساهمت المساعدات الأمريكيّة المقدمة لإسرائيل بصورةٍ فاعلةٍ في تقويتها عسكريًا طوال العقود السابقة، وباتت تُشكِّل مصدر تمويلٍ أساسيٍّ وجهة تزويد مركزية للوسائل القتالية التي تطلبها.
وتسببت المساعدات العسكريّة الأمريكيّة بحيازة الجيش الإسرائيليّ المعدات القتاليّة الأمريكيّة أولاً بأول، للمحافظة على التفوق النوعيّ والكميّ لإسرائيل على دول المنطقة في الجوانب التسليحية والعسكرية.
وفي 2008 أقر الكونغرس بأنّ إسرائيل ستتمكّن بهذا التفوق من الإطاحة بأيّ تهديدٍ تقليديٍّ من أيّ دولةٍ منفردةٍ، أوْ من خلال تحالفٍ لعدة دول، أوْ عدة مجموعاتٍ وتنظيماتٍ ليست دوليّةً.
وتعكس المساعدات الأمريكيّة الخاصّة بالجيش الإسرائيليّ رغبتها في تعزيز قوته، والحفاظ على تفوقه العسكريّ النوعيّ على الجيوش المجاورة، لتعويض بعض نقاط الضعف التي تُعانيها إسرائيل كونها صغيرةً من الناحية الجغرافيّة ومن حيث السكان مقارنة بأعدائها المحتملين.