حشت… الحركة الشعبية للتغيير م.عامر الحباشنة

.
الغواص نيوز
انطلاقة الكترونية محددة الاعداد تماشيا مع قانون الدفاع ومتطلبات الوباء، كانت تلك الساعات التي دشنت اطلاع الحركة الشعبية للتغيير (حشت) في برنامج عبرت عنه صفحات الإعلان وخطابات التدشين، شخصيات نمت من ساحات الوطن بمشارب وخلفيات سياسية فكرية متعددة ومنوعة، شاهدت الحفل ولا اختلف وقد يتفق معي الكثير مع ما تم طرحة من أهداف بدت وكأنها تكرار لحالات سابقة عبرت عن نفسها طوال عقود من خلال جبهات ومنتديات ومنصات وملتقيات تعددت أسمائها وكلها تنشد المشاركة والتغيير والإصلاح، مع ملاحظة ان التكرار ينسحب أيضا على الشخوص التي صعدت منصة الاشهار تباعا، اذا هو مشهد متكرر اعتاد عليه كل من يتابع الشأن العام، مع قناعة بأن قلة هم تابع من الفئة المستهدفة في الاشهار،
المهم في الأمر أن هذا التكرار في العناوين والشخوص له أكثر من دلالة فيها السلبي والايجابي، فالايجابي هو إصرار ثلة ممن يتصدون للعمل الوطني والعام ما زالوا مصرين على البقاء ضمن مسرح الحدت وعلى الرادار الوطني وفي كل مرة تغلق أمامهم الطرق والافاق يجترحون طرقا وعناوين رغبة في البقاء والسلبي اننا نكرر أنفسنا وقد نكرر نفس المعالجات حتى ما ثبت عدم فاعليتها وهنا لا اشكك ولا يحق لي التشكيك في النوايا.
وهنا ومع حالة الانسداد الانطباعي منه والواقعي للحالة السياسية والاقتصادية الاجتماعية وحالة التذمر والتنمر والشعور بالظلم والظلم ذاته التي تسيطر على المشهد السوريالي الكربلائي بسبب وبدون سبب، فإن السؤال الذي يظهر، هل نحن أمام عنوان جديد تتلاشى بهجته بمجرد بدء الفعل على الأرض والتصادم معه؟؟؟ ، ام أمام حالة جديدة نتاج مراجعات لمشارب من تصدى للاشهار وقراءة للواقع رغبة بالتغيير؟؟ ، واي تغيير يريد ونريد، تغييرا جذريا انقلاببا بالمفهوم السياسي ام تغييرا مرحليا قرأ المشهد والتجارب التي سبقت قراءة نقدية لضمان عدم تكرار هفوات الماضي.
الاجابات هنا مرتبطة بأصحاب الاشهار الجبهوي والمدى العملي للمطالب المطروحة، ففي المرات السابقة لم تستطيع كثير من المحاولات تجاوز لحظة الإحتفال لأسباب كثر اما بفعل السلطة التنفيذية وأدواتها المتجذرة ومصالحها المتقاطة او بفعل القصور الذاتي وعدم التعلم، أو لنقل أننا نعمل كأفرقاء وليس كفريق..
امر اخر يجب التأشير عليه كملاحظة عامة، وهو أنه مع فشل القوى والتيارات الايدلوجية في احدات روافع التغيير لعدة اسباب يطول شرحها، فإن عصر البرامج هو السائد في العمل الوطني، والعمل البرامجي يرتكز على التحرر من نير الانتماءات والولاءات السابقة مع أهميتها للوعي، للوصول لبرامج الحد المقبول لتلمس حاجات الناس والتعبير عنها بصدقية ووضوح بعيدا عن الاستثمار في الواقع المأزوم والضغط وفقدان الثقة المرافق للازمات التي يعيشها الناس، استثمارا لا يبيع وهما ولا يشوه وعيا.
ومع التقدير والاحترام لكل من يتصدى لخدمة الناس وطنا وشعبا، تبقى هذه محاولة قراءة لمشهد مركب يتصدى له كل طالب إصلاح وتغيير، في وطن له طريقتة الخاصة ولمن يتصدى للأمر افرادا وجماعات اقول عليكم أن تتوقعوا حبا من طرف واحد وتحتملوا قوى الشد العكسي سواء في السلطة التنفيذية المركبة او ضمن حالة الشعور بالاحباط لدى شرائح واسعة ممن ينشدون التغيير والإصلاح.
فهل تكون “حشت” هشت بإبدال الحركة بالهوبره (افتراضا غير مقصود) ام تكون “حشد” بتعميق دال الديمقراطية على طريق التغيير، ام تغيب شين الشعب ونعيد تكرار أنفسنا.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.
المهندس عامر الحباشنة