جنرالٌ إسرائيليٌّ: “خسرنا معركة الرواية وفشلنا بمُواجهة الوعي والحرب على غزة في 2021 كشفت أنّه لا يوجد لدولة إسرائيل إستراتيجيّةً وتل أبيب لا تعتمِد الشفافيّة حتى مع مواطنيها وتخفي عنهم المعلومات”

الغواص نيوز
قال ضابطٌ إسرائيليٌّ إنّ “الهجوم الحاصل على غزة بدأ حين ظهرت يد حماس هي العليا، وعلى الصعيد السياسي فإنّ إسرائيل ليس لديها إستراتيجية منظمة لإرساء الشرعية، ومواكبة التحركات العسكرية، ورغم توسع الأحداث، فلا يوجد مسؤول إسرائيلي يقف أمام الكاميرات، ويقدم الإجابات للجمهور الإسرائيلي، صحيح أنّ الجيش الإسرائيلي ينفذ عمليات في غزة على مدار الساعة، لكنه يفتقر لعناصر الحرب على الوعي”.
وأضاف الجنرال رونين مانليس، الناطق السابق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي في مقاله على موقع القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ، أنّ “الجيش يخوض عملياته وينفذ هجماته في غزة، دون أنْ ترافقه جنبًا إلى جنب وصول المعلومات إلى العالم الخارجي، وتشمل توزيع مقاطع فيديو عالية الجودة في الوقت المناسب، وملفات صوتية، لأن الوعي أوسع بكثير، وبالتالي لابد أن يصاحب هذا الأداء الدعائي الجيش في جميع مراحله”.
وأوضح أن “الحرب على غزة في 2021 كشفت أنه لا يوجد لدولة إسرائيل إستراتيجية وآلية منظمة تجمع بين التواصل التقليدي، وخاصة الشبكات الاجتماعية والمؤثرين والتقنيات المتقدمة، من أجل تعبئة الجمهور الإسرائيلي للمشاركة في الحملة العسكرية، مع أن مثل هذه الآلية ستدفع المجتمع الدولي لخلق شرعية لنشاطنا العسكري، وتحقيق التوازن مع العالم العربي، وتصدير الرواية الإسرائيلية، مع مواطني الدول المعادية”.
وأكّد أنّ “الحملة العسكرية الجارية في هذه الأيام على غزة لم يتزامن معها تزويد الإسرائيليين بالمعلومات الحالية، ولذلك يعد غياب هذه الآلية أحد الأسباب الرئيسية التي تجعلنا في كل جولة من القتال نخسر في ساحة الوعي ومعركة العقل، رغم أنّ الاستخدام السليم لهذا السلاح يؤدي لتقصير الحملة، وتكثيف الإنجاز، وإعطاء الشرعية، وإبعاد الحرب القادمة”.
وأشار إلى أنّ “إحدى نقاط ضعف وعي إسرائيل خلال شهر رمضان، تمثل بامتلاء وسائل الإعلام العالمية بالصور القاسية من القدس، دون أنْ يُبذَل أيّ جهدٍ إسرائيليٍّ لشرح هذه الاضطرابات، وتم تتويج عدم الكفاءة الإسرائيلية في الفيديو لآلاف اليهود، وهم يرقصون في ساحة حائط البراق، وفي الخلفية حريق في المسجد الأقصى، رغم أنّ هذه الصورة تعني أزمة وعي حادة، وإشارة إلى أنّ إسرائيل ليس لديها نظام نشط ومنظم”.
وأكّد الجنرال أيضًا أنّ “هناك هيئات إسرائيلية تقوم بأنشطة في هذه المجالات التوعوية، لكنها محاولات غير منسقة في الغالب، ولا تستند إلى تقدم التكنولوجيا والقدرات الموجودة في عوالم الوعي، ومن الغريب أن إسرائيل لا تملك آلية تكنولوجية مهنية متقدمة للتعامل مع مثل هذه القضية المهمة، وهناك عنصر آخر في قضية الوعي يربط الخطاب الداخلي بالخارجي، ويتعلق بحقيقة أن إسرائيل تحارب تهديدات أعدائها في خمسة قطاعات مختلفة”.
وخلُص الجنرال الإسرائيليّ إلى القول إنّ “هناك عنفًا هائلاً يحدث في داخل إسرائيل، ورغم ذلك، لا يقف مسؤول إسرائيلي أمام الكاميرات بشكلٍ منظّمٍ، ويُقدِّم تحديثات منتظمة، ويجيب على الأسئلة، ويشرح الموقف، والاتجاهات المستقبلية، ويُقدِّم بشكلٍ خاصٍّ المعلومات والتفسيرات للإسرائيليين، وهذا نتيجة لتقليدٍ طويلٍ من الافتقار إلى الشفافية والمشاركة، الأمر الذي يتطلّب من الإسرائيليين عدم القبول بهذا السلوك، وعدم التصالح معه”، على حدّ تعبير الناطق السابِق بلسان جيش الاحتلال.