توأمة “محمية” و “متنزه” دبين.. مشروع واعد ومخصصات غائبة

الغواص نيوز
تتقاذف بلدية المعراض ووزارة الزراعة مسؤولية تأخير تسليم محمية الغزلان للبلدية لغاية ضمها إلى المتنزه القومي الذي استلمته مؤخرا من وزارة البيئة، وإقامة مشروع سياحي بمساحة واسعة وعناصر ومقومات جاذبة.
وفيما يؤكد مدير زراعة جرش الدكتور فايز الخوالدة أن الوزارة تنتظر كتبا ومخاطبات رسمية من بلدية المعراض لغاية تحديد المساحة وإجراء مسوحات جغرافية لموقع المحمية ومخاطبة الزراعة بشأن تحديد موعد لاستلام الموقع، تؤكد مديرة الاستثمار في بلدية المعراض المهندسة صفاء الزعبي أن البلدية تنتظر كتبا ومخاطبات رسمية لتحديد ما هو مطلوب منها لغاية تنفيذه، كون ضم المحمية إلى مشروع المتنزه السياحي يعتبر إضافة نوعية مميزة تطمح البلدية من سنوات الحصول عليها.
وأكدت الزعبي أن وزير الزراعة كان قد وعد بلدية المعراض شفويا قبل بضعة أشهر بضم موقع محمية الغزلان الحالي إلى المتنزه القومي الذي وقعت البلدية اتفاقية مع وزارة البيئية لغاية إدارة المشروع والحفاظ عليه واستثماره حتى يتوسع مشروع البلدية السياحي الأول ويخفف من ظاهرة التنزه العشوائي ويستثمر أجمل المواقع السياحية في غابات دبين لغايات التنزه.
وترى البلدية أن حصولها على المحمية وعدد من الغزلان فيها يعد من عوامل الجذب السياحي الذي يضمن نجاح المشروع، والمحمية ستكون داعما لمشروع المتنزه في توأمة مشروعين يدعمان بعضهما، كون الموقعين بجانب بعضهم البعض ويقصد الزوار غابات دبين القريبة من محمية الغزلان للاستمتاع بمشهد الغزلان من خلف السياج وفي حال حصلت البلدية على موقع المحمية سيتم عمل حظائر مناسبة للغزلان والسماح للزوار بدخول الموقع.
وتبذل بلدية المعراض جهودا مضنية حاليا في توقيع اتفاقيات مع منظمات دولية وجهات مانحة لغاية الحصول على تمويل مناسب وعمالة محلية لتجهيز موقع المتنزه القومي والبدء باستقبال الزوار مجانا بدون أي مقابل.
وتقدم البلدية موقعا مجهزا ومناسبا ومطلا وتتوفر فيه كافة الخدمات السياحية، مما يؤكد نجاح المشروع مقارنة بالمشاريع السياحية المشابهة والمتعثرة في جرش، بحسب الزعبي.
وأوضحت أن البلدية خاطبت منظمة العمل الدولية لغاية تشغيل 100 فرصة عمل داخل الموقع وتحمل تكاليف تشغيلهم للحفاظ على الموقع وتجهيزه يدويا للحفاظ على الثروات الحرجية والتنوع البيئي داخله، فضلا عن مخاطبة جهات مانحة لرفد موازنة البلدية من خلال المسابقات بمبلغ لا يقل عن 50 ألف دينار لتجهيز الموقع بالبنى التحتية، كون البلدية لا تتوفر فيها مخصصات مالية لتحمل هذه التكاليف المالية، وتقدر موازنتها بـ3 ملايين دينار وعجز بنسبة 100 %.
فيما ستقوم بلدية المعراض باستثمار موقع محمية الغزلان بطريقة تختلف عن استثمار المتنزه القومي، وسيعتبر استثمارا سياحيا يوفر دخلا مناسبا للبلدية، حتى تتمكن من الحفاظ على مستوى الخدمات التي ستقدم بالمشروع والقيام بأعمال الصيانة والترميم فيه وتطويره وتوسعته والحفاظ على ديمومته وعلى الأغلب سيكون بالشراكة مع القطاع الخاص، وفق الزعبي.
بدوره، مدير حراج جرش المهندس فايز الحراحشة، قال إن مساحة الأرض التي خصصت لمشروع المتنزه القومي وهي في نطاق أراضي غابات دبين، لا تقل عن 30 دونما، وتقع قرب محمية الغزلان، ولغاية الآن لم يتخذ أي إجراء بخصوص محمية الغزلان، ولم تقم البلدية بمخاطبة الزراعة لغاية البدء بإجراءات نقل الملكية أو نقل الغزلان وعددها 134 غزالا سيتم الاحتفاظ بـ 25 غزالا منها، ونقل البقية إلى محمية غابات برقش للحفاظ عليها.
ويعمل المتنزه البيئي، وفق الحراحشة، على توفير مواقع طبيعية يؤمها المتنزهون، وتتوافر فيها خدمات سياحية للزوار، تتضمن مرافق عامة ومواقع خاصة بالشواء وألعاب الأطفال، ومواقف السيارات.
وانتهت كافة مراحل المشروع، وتبلورت بتسييج الموقع وتحديد مساحة المتنزه، وتجهيز المقاعد ومواقع الشواء، لافتا إلى أن المتنزه قريب من محمية الغزلان، ما سيجذب آلاف الزوار إليه، بخاصة وأن الزوار يقصدون المحمية منذ سنوات، وتعتبر وجهة سياحية نشطة على مدار العام.
وبين الحراحشة، أن الأعمال الإنشائية في الموقع، صممت وفق شكل ونظام معينين، يضمنان الحفاظ على البيئة وحماية أشجار الغابات الحرجية من التقطيع والتخريب، لافتا إلى أن المتنزه مصمم كصديق للبيئة، ويجري التعامل مع مرافقه وخدماته على نحو آمن على البيئة، والهدف الرئيس منه، تنظيم عملية التنزه في غابات دبين.
ويعتقد بأن السنوات الأخيرة، شهدت زيادة في التنزه العشوائي، ما ألحق أضرارا بجذوع الأشجار الحرجية، بسبب اصطفاف السيارات العشوائي، وتراكم أطنان من النفايات التي ألحقت الضرر بالغابات، واندلاع الحرائق جراء ترك مخلفات الشواء بعد الانتهاء من التنزه واستخدام أغصان الأشجار الحرجية في عمليات الشواء.
رئيس قسم الإعلام في بلدية المعراض المهندس مظهر الرماضنة يتوقع أن تنجح البلدية في إدارة مشروع المتنزه والمحمية، وهو أول مشروع سياحي تديره، فضلا عن أنها ستجهز بنيته التحتية، وتزيل الصخور وتجهز الموقع وتركب وحدات جمع النفايات ومتابعة أعمال تنظيفه على مدار الساعة، ليكون جاهزا لاستقبال الزوار.
وقال إن المتنزه سيحافظ على ما تبقى من مساحات حرجية في غابات دبين، والتي تتعرض للضرر باستمرار جراء التنزه العشوائي، لافتا الى أن تنظيم التنزه يحافظ على حماية الغابات والأشجار المعمرة من العبث والتخريب والتنزه العشوائي الذي يخلف آلاف أطنان النفايات، وتحتاج لمئات العمال يوميا لإزالتها.
وكان وزير الزراعة خالد الحنيفات، وخلال زيارته مؤخرا لمحافظة جرش، قد أوعز بضم محمية الغزلان إلى المتنزه القومي الجديد في غابات دبين كونه يقع بالقرب من المحمية، والاحتفاظ بـ25 غزالا وبيع ما تبقى بالمزاد العلني، علما أن عدد الغزلان الكلي 134 غزالا.
وتبعد محمية دبين للغزلان 15 كم غرب جرش، وترتفع 1000م عن مستوى سطح البحر، وانشئت في العام 2001 على مساحة 8.5 كلم2، بما يعادل 186 دونما من أحراش المحافظة، وتكتسب أهميتها من كونها تحتوي على أمهات غزلان من النوع النادر، قدمت كهدية من دولة أستراليا إلى جلالة الملك عبد الله الثاني.
ويحتاج مشروع الدمج ألى تكاليف مالية باهظة، لا سيما وأن مساحة المحمية كبيرة وتحتاج إلى تصاميم ودراسات خاصة كونها موقعا سياحيا جاذبا للسياحة على مدار العام، بحسب رئيس قسم الإعلام والتواصل في بلدية المعراض المهندس مظهر الرماضنة.
وقال الرماضنة، ان تجهيز وتاأهيل محمية الغزلان وفتحها أمام الزوار، يحتاج إلى كلف مالية لعمل أبنية ومقاعد وأسيجة وحظائر خاصة للغزلان ومرافق عامة ودمجها مع المتنزه القومي الذي ما يزال بحاجة إلى بعض الأعمال حتى يتم افتتاحه بعد تجهيز المحمية لاستقبال الزوار.
واعتبر أن المشروع، بعد تنفيذه، سيكون من أكبر المشاريع السياحية على مستوى محافظة جرش، لا سيما وأن موقع المشروع يقع ضمن أهم وأكبر المواقع السياحية الحرجية على مستوى المملكة.
وأوضح أن بلدية المعراض ستقوم بالبحث عن جهات تمويلية مانحة لغاية تمويل المشروع وتجهيزه للعمل في أقرب وقت، أو تخصيص جزء من موازنتها للبدء بتجهيز المشروع إذا توفرت مخصصات كافية، مستدركا أن البلديات تعاني من أزمات مالية وموازنتها بالكاد تغطي رواتب الموظفين وبعض الخدمات الضرورية من تعبيد وأنارة وجمع نفايات والمشاريع السياحية بحاجة إلى مبالغ مالية باهظة وتحتاج إلى إداريين وفنيين وخبراء في العمل السياحي لضمان نجاحها.
وقال رئيس لجنة السياحة في مجلس محافظة جرش والخبير السياحي الدكتور يوسف زريقات، أن مشروع المتنزه القومي، أضافة إلى دمج محمية الغزلان معه، من أكبر المشاريع السياحية التي يجب إن تتكاثف الجهود لإنجازه وإنجاحه، ويجب أن يرفد بخبرات سياحية وإداريين، خاصة وأن موقعه يعد مزارا سياحيا جاذبا على مدار العام، وهذه الميزة لا تتوفر في مواقع سياحية أخرى، وستتيح للزوار فرصة مشاهدة الغزلان بشكل مباشر، لاسيما وإنهم يقومون حاليا بمشاهدتها من خلف السياج ومن على الشوارع الرئيسية للمحمية فقط ولا يسمح لهم بدخول المحمية.
ويرى ان بلدية المعراض عليها مسؤولية كبيرة في تجهيز المشروع وإدارته وإنجاحه والاستفادة منه وتوفير فرص عمل لإبناء المجتمع المحلي وزيادة عدد الأفواج السياحية وتوجيه المسارات السياحية إلى الموقع، فضلا عن ضرورة أقامة متحف بيئي في الموقع يستعرض أهمية الغابات ودورها في السياحة وأنواع الأشجار المعمرة والتاريخية الموجودة في دبين بشكل خاص.
وأوضح أن وجود الغزلان في المشروع، يضفي عليه ميزات طبيعية جاذبة للسياحة، وتمنح البييئة فائضا من سحر الطبيعة وجمالها، لتمتعها بمزايا أخرى، كانتشار أشجار البلوط والسنديان واللزاب القديمة في رحابها، وأنواع أخرى من النباتات والحيوانات البرية.