مقالات

بين حانا ومانا ضاعت لحانا

الدكتور جميل الشقيرات

قصة المثل تدور حول رجلاً بلغ الخمسين من العمر، وكان له زوجتين ، فالأولى واسمها حانا بلغت الأربعين، والثانية اسمها مانا دون العشرين، فكان إذا بات ليلة عند حانا مدحت له مزايا الشيخوخة والوقار ، وكانت تمد يدها الى لحيته، وتنزع منها تلك الشعرات السوداء، مدّعية أن في بقاء الشعرات البيضاء جمال الكبر ومهابة الشيخوخة.
وإذا بات عند مانا تمدح له الشباب، وتمد يدها الى لحيته لتنزع منها تلك الشعرات البيضاء، مدّعية أن في الشعرات السوداء مظاهر الشباب والفتوّة .
ودامت الحال على هذا المنوال مدة، ظلت فيها أصابع الزوجتين تمتد إلى لحية الرجل نتفاً للشعر الابيض والاسود، حتى وقف ذات يوم أمام المرآة، فأخذ ما تبقى من لحيته، ثم رفعها وقال: بين حانا ومانا ضاعت لحانا.
الزوج هو من وضع نفسه في هذا الصراع، بالسكوت والرضى على نتف لحيته، تحت مداعبة الايدي الناعمة ولم يستطع ان يروض اي من زوجتيه ، ويمنع الصراع بينهما على الظفر به،فكان مصيره النتف والتعب.
اعتقد ان المواطن العربي يعيش حالة النتف والترويض وعلى جميع الأصعدة حتى يصحوا يوماً أمام المرآة فيجد ان كل معالم وجهه قد تغيرت…
نسأل الله العفو والعافية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى