الشاشة الرئيسيةمقالات

المخدرات تجلب الحسرات

بقلم الدكتور جميل الشقيرات
خاص للغواص نيوز
لا يختلف اثنان في مخاطر المخدرات وما تفعله في الإنسان. والتبعات السيئة التي تنتج عنها وما يرافقها من آثار بعيدة المدى وتدمر المجتمع وتنخر فيه على نار هادئة.
فالمخدرات وراء كثير من الجرائم التي تحصل في مجتمعنا والارقام التي تسجل بعدد المتعاطين والمتاجرين وكميات المواد التي يتم العثور عليها تشكل رقما خطيرا يستوجب الوقوف عنده لدى جميع الأطراف في الدولة ومؤسساتها والمجتمع بالدرجة الأولى.
رأينا في الأيام الماضية الحملات التي قامت بها الأجهزة الأمنية مشكورة من أجل القبض على الأشخاص الذين عاثوا في الوطن فسادا من خلال عمليات التهريب والمتاجرة بهذه الافة لكن ذلك لا يكفي بل هي مسؤولية جميع مكونات المجتمع وعلى رأسها الأسرة
التي هي اللبنة الأساسية والأولية في تنشئة الفرد وتلعب دورا كبيرا في انحراف الفرد نحو المخدرات من عدمه، فإذا كانت الأسرة تعاني من التفكك بكل أشكاله يكون أبناؤها عرضة للانجرار إلى مهالك المخدرات، كما يلعب الأصدقاء وخصوصا السيئين منهم دورا مهما آخر من أدوار الانسياق وراء إدمان المخدرات من أبواب ومداخل عدة مثل الرجولة والتجريب والهروب من المشكلات، كما وتلعب المدرسة دورا كبيرا في محاربة هذة الافة وحصرها في مهدها حيث يقضي فيها الفرد أكبر وقت ويتعلم فيها الحياة الاجتماعية الواسعة، وأي خلل في هذه المؤسسات قد يؤدي حتما إلى انحراف أفراد المجتمع وانصياعهم إلى الإدمان على المخدرات.
ولا ننسى دور المؤسسات الإعلامية والدينية في نشر الوعي المجتمعي حول محاربة افة المخدرات.
على الدولة ان تتخذ إجراءات رادعة بحق كل شخص تراوده نفسه بالتعامل مع المخدرات أي كانت طريقتها وان تغلظ العقوبات ولا تسمح بتدخل الواسطات الوظيفية أو الاجتماعية لأن حياة الفرد وسلامة المجتمع فوق كل اعتبار.
لماذا لا تقوم الدولة بسن قانون فحص الإدمان/التعاطي إسوة بفحص cpr للكورونا أو التلسيميا للزواج يتم أخذه من قبل أي شخص سواء في مكان عمله أو في حالة سفرة أو قدومه للوطن لأن ذلك اعتقد سيكون رادعاً لمن يفكر بالتعاطي مع المخدرات.
كلنا أمل بالأجهزة الأمنية ان لا تتوانى لحظة عن تجفيف منابع المخدرات ومحاسبة كل من يتورط فيها سواء مواطنين عاديين أو أصحاب مصالح يعملون بالظل لتسمين هذه الافة في مجتمعنا والإضرار باجيالنا ومستقبلهم.
والله المستعان!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى