الشاشة الرئيسيةمقالات

المخابرات ….والصحافة

الدكتور عبدالمهدي القطامين
ربما كانت المرة الاولى التي يلتقي فيها مدير المخابرات العامة بالصحافة في حديث شامل تعلق بالداخل والخارج معا وهذا الحديث غير المسبوق له مؤشراته على نوع جديد من الشفافية غير معهود مؤداه ان ليس لدينا ما نخفيه على الصعيد الاستراتيجي اما على الصعيد العملياتي فتلك قصة اخرى لها طبيعتها السرية في اغلب الاحيان .
مدير المخابرات اسهب في نقاش الداخل مؤكدا على ان الدائرة مع التوجه الجديد للعمل البرلماني والتحديث السياسي وتدعم ما جاءت به مخرجات اللجنة من توصيات لتطوير الواقع السياسي والحزبي والامر المؤكد ان ظهور مدير المخابرات في حوار مع الصحافة ليس قرار الدائرة بل هو توجه ملكي وتوجيه هدفه المصارحة والمكاشفة التي تخدم المسيرة ولا تعرقلها .
دائرة المخابرات العامة في المملكة تمارس دورا ايجابيا متقدما على الصعيد الخارجي عن طريق الاستخبار والمتابعة في اغلب دول العالم فهي تشكل حائط الصد المباشر لكل ما يحاك في الدوائر المغلقة للنيل من الأردن لسبب او لآخر وهي تشاهم في الحد من التوتر الذي تعيشه الكثير من اقطار الامكنة عبر تقديم النصح والإرشاد بصفتها جهاز مخابراتي متميز على مستوى الإقليم وتساهم في تدريب كوادر بعض أجهزة المخابرات العربية وكل هذا اكسبها سمعة طيبة بين نظيراتها من الأجهزة المخابراتية العربية .
في مختلف دول العالم حتى تلك المتقدمة والمتحضرة تثير أجهزة المخابرات الرعب لدى الناس او خشية او عدم الثقة في الكثير من الأحيان وتنفرد مخابرات الأردن بانها جهاز تستطيع ان تتحاور معه بكل اريحية وان توضح وجهة نظرك وما ترى انه صحيح وربما عملوا في النهاية ما يريدون وما يقتنعون به لكنك تصل الى قناعة انك قلت ما تريد او فشيت غلك على الأقل بغض النظر عن النتائج .
طبعا هذه السمة التقدمية في جهاز المخابرات لم تأت من فراغ لكنها جاءت بعد رفد الجهاز بخريجي الجامعات واعتمادها على التأهيل والتدريب والتعلم المستمر لكيفية بناء الثقة بين المواطن والجهاز.
في عام 2007 واثناء دراستي في كلية الدفاع الوطني الملكية كان للدراسين الأردنيين لقاء مع مدير مركز التدريب في الدائرة الذي توسع في شرح مهام الجهاز وبعض اليات عمله حتى وصل الى قوله ان الجهاز معني بتقديم التوصية لصانع القرار وهو من يتخذ القرار الذي يراه مناسبا بمعنى ان لا يد للجهاز في صناعة القرار حين جاء دوري في الحديث الذي عادة ما يستفز قلت لمدير المركز سيدي نحن نعلم انكم لا تصنعون القرار ولكنكم تصنعون صانع القرار تبسم الرجل وبإجابه دبلوماسية قال …. صدقني ان هذا ربما حدث ولكنه لا يحدث كقاعدة بل استثناء .
ما اردت قوله من لقاء مدير المخابرات العامة مع الصحافة انها ظاهرة تبدو جيدة فكل أوراق اللعبة السياسية أصبحت الان مكشوفة ولا بأس من الخوض فيها اما ما يتعلق بالعمل الاستخباري الفني فذاك امر له محدداته وما اريد قوله في النهاية لجهاز المخابرات العامة بوركتم فيما تعملون لحفظ امن البلاد واحباط ما يستهدفها من مؤامرات وإرهاب ولكن ارجوكم خفوا قليلا حينما يتعلق الامر بأرزاق الناس ومعيشتهم ووظائفهم فكل مواطن لديه ما يشغله في رحلة البحث عن الرزق واعلموا يا رعاكم الله ان المعارض والناقد انسان له عائلة واهل وطلبة ينفق عليهم فدائما الوطن اكبر من الجميع وهو للجميع .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى