العقبة تشكو غياب المساحات الخضراء عنها

تعاني مدينة العقبة نقصا في المساحات والمسطحات الخضراء، برغم توافر مساحات كبيرة فيها، يمكن أن تسهم بإنشاء حدائق وزيادة الرقعة الخضراء في المدينة السياحية البحرية الوحيدة في المملكة، في وقت تنبه فيه مسؤولون مؤخرا، إلى وجود حاجة ملحة للتوسع في ايجاد مرافق ترفيهية عامة، بخاصة زيادة المساحة الخضراء.
ويبلغ عدد سكان العقبة أكثر من 210 آلاف مواطن، يقطنون في تجمعات سكنية تفتقر غالبيتها إلى الحدائق العامة والمسطحات الخضراء، وتحديدا لان العقبة تتميز بدرجات حرارة مرتفعة جداً، تصل إلى أكثر من 45 درجة مئوية صيفا، ما يستدعي إيجاد متنفس أخضر فيها.
ويقول أهال في المدينة، إن العقبة تتميز بشاطئ محدود وآخر يبعد أكثر من 15 كم، فيما لا تتوافر للأحياء السكنية المكتظة، أي متنفس لهم ولأطفالهم، برغم وجود حدائق في بعض المناطق، لكنها لا تلبي متطلباتهم.
ويشيرون إلى أن أحقية السكان، بوجود بيئة خضراء في مناطقهم، بإنشاء حدائق عامة ومسطحات عشبية على غرار المدن الشاطئية في العالم، لا سيما في مدينة شرم الشيخ المصرية.
ويبين المواطن تركي العجارمة، ان الأطفال في الأحياء السكنية لا يوجد لديهم أي متنفس، سوى اللعب في الشوارع، ما يعرضهم لمخاطر عديدة، مؤكدا ان العقبة بمنتجها السياحي الحالي، تفتقر لاهم منتج، هو الحدائق العامة والتي عددها حاليا محدود.
وأضاف المواطن صدام الخوالدة، أن المساحات والمسطحات الخضراء، ذات فوائد اجتماعية واقتصادية، وينبغي أن ينظر إليها في سياق القضايا العالمية مثل تغير المناخ، والأولويات الأخرى المنصوص عليها في أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك المدن المستدامة والصحة العامة والمحافظة على الطبيعة.
وأشارت أروى الزعبي إلى اننا نفتقر إلى الحدائق العامة والمناطق الخضراء على الشواطئ، مؤكدة ان قضاء الوقت في المساحات الخضراء مفيد لصحتنا الجسدية والعقلية، بما في ذلك تعزيز حالتنا النفسية، إذ أظهرت دراسة في الثمانينيات أن مرضى بعد الجراحة المقيمين في غرف المستشفى ذات المساحات الخضراء في خارجها، يتعافون على نحو أسرع ممن لم يكن لديهم مثل هذه المساحات.
ويشير الدكتور ياسين الرواشدة إلى أن المساحات الخضراء، توفر فرصاً كبيرة لإحداث تغيير إيجابي وتحقيق تنمية مستدامة لمدننا، كما انها تسهم بممارسة رياضة المشي، وركوب الدراجات، واللعب والأنشطة الأخرى التي تمارس في الهواء الطلق، ما يمكن من تحسين التنقل الآمن وتوفير الخدمات الأساسية للنساء وكبار السن والأطفال والمجموعات السكانية ذات الدخل المنخفض، وبالتالي تعزز الإنصاف في المجال الصحي، وتوفّر إدماج أولويات الصحة العامة بتطوير المساحات العامة لتحقيق المنفعة المشتركة في المناطق الحضرية.
من جهة اخرى، تنبهت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة لتوافر المساحات الخضراء والحدائق العامة، وحسب مفوض المدينة في السلطة الدكتور نضال المجالي، فان العقبة، تفتقر الى بعض المرافق لخدمة العدد الكبير من السكان، بخاصة من يخرجون في ساعات المساء، نظراً لارتفاع الحرارة صيفا في المدينة.
واشار المجالي الى أن السلطة تولي اهتماماً كبيراً في إيجاد متنزهات ومسطحات خضراء في المدينة، مؤكدا ان مشروعا كبيرا وبتوجيهات ملكية، سيقام بمحاذاة شارع الفاروق لمتنزة كبير على مساحة 1800 متر، وستتوافر فيه 4 مواقف للسيارات ومسار للدرجات الهوائية وأماكن شواء.
وبين المجالي ان المتنزه والذي سيقام بمحاذاة شارع المطار، سيباشر العمل فيه خلال أيام ويتنهي تنفيذه خلال 90 يوما، مؤكداً انه جرى إعداد الدراسات والمخططات لبدء التنفيذ، في وقت نفذ فيه مقاولون جولة على أرض المشروع الأربعاء الماضي.