العرب قبل المونديال …العرب بعد المونديال
بقلم : الدكتور عبدالمهدي القطامين
الغواص نيوز
هي بالتأكيد علامة فارقة وحادثة فارقة في حياة العرب فجرت فيهم تلك المشاعر الجياشة التي حبستها تقلبات السياسة ردحا من الزمن فقد وحد المونديال العرب اكثر مما وحدتهم بيانات الجامعة العربية المعلبة والمحفوظة في ثلاجة القمم والتي تخرج بعد كل قمة بلا لون ولا طعم عدا انها رفع عتب .
مونديال قطر هل نستطيع البناء عليه ليكون المدماك الاول في رحلة وحدة الامة من الماء الى الماء نعم نستطيع فمن شاهد وسمع الارض وهي بتتكلم عربي في قطر يدرك ان اللحظة سانحة وان تداعيات الفوضى والفرقة والتغريد خارج السرب الذي مر على الامة كان مفتعلا وغير حقيقي وان اسبابه باهتة واهية اوهى من بيوت العنكبوت اذ ان الكرة التي تتقاذفها ارجل ابطال الكرة استطاعت في غمضة عين ان تعيد بعض بهاء الامة المفقود والذي طال ليله واستطال حتى كاد ان يصبح قدرا ليس منه مفر .
من شاهد امير قطر الشاب المتوثب المتسامي على كل الجراح وهو يلف علم الشقيقة السعودية على منكبيه بحبور ورضى وفرحة يدرك ان من يصنع الابتسامة لا يتوقف كثيرا عند ذكريات الجراح
و اذا كانت النفوس كبارا
تعبت في مرادها الاجسام
كما قال ابو الطيب ذات مساء كوفي جميل في عصر كان زاهيا وكان فيه سيف الدولة يذود عن الحمى ويرد غزوات الثغور .
ما زلت اسمع صوت الشاعر وهو ينشد …الارض بتتكلم عربي الارض الارض …وما زلت اسمع صوت ضمير الامة الغائب المغيب يشتاق الى لحظة عز والى لحظة فرح والى لحظة وحدة والنشيد الخالد يصدح في حناجر الفتيان
بلاد العرب اوطاني
من الشام لبغدان
ومن نجد الى عدن
الى مصر فتطوان.
يا قطر …يا دوحة …يا تميم بن حمد مع حفظ كل الالقاب شكرا لكم اذ اعدتم لنا بعض ما كنا نحلم به وبعض ما زلنا نحلم به ان يرتفع هتافنا مجددا
بلاد العرب اوطاني …وقد ارتفع بالامس في الدوحة .
