الدكتور جميل الشقيرات يكتب.. فجوة فهم واسعة

أذا اعطيت تلميذاً في الصف العاشر هذه الأيام فقرة من أي كتاب، لن يستطيع استيعابها ولا فهمها، سيسألك أسئلة طفل في الثالثة من عمره، بينما من هو بعمرهم من الأجيال السابقة كانوا يقرأو القصص وروايات مثل رواية البؤساء لفيكتور هيجو بكامل انتباهم وفهمم، يقرأون لغادة السمان ونجيب محفوظ بقدرة عالية من التحليل والفهم، يقرأون لمصطفى محمود وسعد جمعة وناصر الدين الأسد بشغف وحب.
الأجيال السابقة قرأت اشعار المتنبي وعرار والمعري والسبول ونزار وأجزم أن أبناءنا اليوم لا يعرفون إسم شاعر أردني أو عربي.
الأجيال السابقة قرأت الكتب الفلسفية العميقة بكل نضج وفهم ولم يفوتوا الفرصة لشراء مجلة العربي والفيصل وغيرها شهرياً.
الأجيال السابقة كانت تنام على رائحة الكتب وتصحوا بشوق لتقليب صفحاتها…
اليوم، تاه أبناؤنا بين المؤثرات البصرية والسمعية والضوضاء والصخب حتى فقدوا المعنى وفقدوا الاستيعاب والترابط، كل شيء حولهم أصبح «سنابات» سريعة سطحية تمر كالوميض الذي لا يجعلهم يرون، بل يخطف أبصارهم وأذهانهم.
تاه أبناؤنا بين الواتس والماسينجر السريع ، بين الآيباد والشاشات المتعددة التي لا طعم ولا رائحة لها.
جيل اليوم عازف عن القراءة جعلتة يعزف عن الإحساس بما حوله واصبح في هذا العالم الافتراضي تائه دون هدف أو طموح مستقبلي يسهل حياتة..
لنعمل سوياً أسرة،مدرسة، اعلام،جامعة،مسجد لتحرير عقول أجيالنا من الأحتلال التكنولوجي ونفعل شعار نحن أمة إقرأ …..