اقتصادالشاشة الرئيسيةمحليات

الجسر العربي تطوي عام الحزن بإعلانها عن اول رحلة منتظمة الأسبوع القادم

الدكتور عبدالمهدي القطامين
بإعلانها عن تسيير اول رحلة بحرية بعد انقطاع دام اكثر من عام جراء ما فرضته كورونا على العالم من تغييرات وجراء أيضا ضيق الأفق الذي تمتع به بعض المسؤولين الحكوميين في مواجهة الجائحة فأن شركة الجسر العربي للملاحة تعود الى الحياة مجددا بعد ان توقف شريانها عن العمل كناقل بحري وحيد بين مصر الشقيقة والأردن والعراق الدول الثلاث المتشاركة في هذا المشروع الذي شكل
ليس فقط نقطة تحول في مفهوم التعاون الاقتصادي العربي .. بل تعدى ذلك إلى تعميق وتأصيل للعلاقات الاقتصاديه والسياسية منذ العام 1985 .
هل كان عام الحزن بردا وسلاما على الجسر العربي المعطيات قالت غير ذلك وقالت انه الشركة تكبدت ما يزيد على عشرين مليون دينار من الخسائر المباشرة وما يقارب مائة مليون دينار من الخسائر غير المباشرة وهي ناتج عمل الشركة اللوجستي في مجال النقل البحري البيني بين الدول المساهمة فيها ودول أخرى في الإقليم .
والمتتبع لمراحل عمل الشركة وتطورها خلال العقود الماضية يلحظ مدى التقدم والنمو الرأسمالي للشركة الذي زاد أضعاف رأسمالها التأسيسي ورافقه أيضا نمو وتطور كبير في الموارد والقوى البشرية المشغلة وحين بدأت الشركة عملها في نقطة (( نويبع )) على الجزء الغربي من البحر الأحمر كان المكان آنذاك مجرد معبر حدودي صغير تكاد فيه تنعدم مقومات الحياة وسمات المعالم الحدودية.. أما الآن فان الدهشة ستحاصر من يمر منها ويراها وقد أصبحت منطقة منتجعات سياحية واستثمارات غيرت من وجه المنطقة وجعلتها أكثر المناطق منافسة للسائح لفرادة تضاريسها ورقي منتجعاتها .
ربما كانت الجسر العربي هي الشركة العربية المشتركة الوحيدة التي اثبتت ان هناك امكانية لنجاح المشاريع الاقتصادية العربية المشتركة اذا ما توافرت لذلك الارادة والادارة التي تشرف على الاستثمار وتراعيه وفقا لمصالح الدول المساهمة فيه.
مثلما اثبتت انها الشركة العربية المشتركة الوحيدة التي انتهجت سياسة اجتماعية تنموية لتطوير المجتمع المتواجدة فيه والذي يعد بيئتها الخارجية التي تتفاعل معها وبدأت الشركة بتلمس احتياجات المجتمع المحلي لتقف عليها وتعمل على تلبية الممكن منها وتساهم في دعم احتياجات مؤسسات المجتمع المحلي كالمدارس والمساجد ودعم كافة النشاطات التي تقوم بها مؤسسات المجتمع المدني ولم يقتصر الامر على ذلك فقط بل تجاوز الى تقديم خدمات انسانية لمحتاجين ارادوا السفر للعلاج ولم يستطيعوا فقدمت لهم الشركة التذاكر المجانية وساهمت في تغطية نفقات العلاج اضافة الى دورها المحوري والهام في نقل حجاج بيت الله المارين عبر ميناء العقبة الى الديار المقدسة .
بعودة بواخر الجسر العربي للعمل نهاية هذا الأسبوع فإننا نثق تماما ان الشركة ستعود الى سابق عهدها ودورها التنموي والايجابي للدول المتشاركة فيها والمجتمع الذي تعمل فيه فالقائمون عليها يدركون ان المركب الذي ليس فيه لله يغرق وهناك العديد من الحكايات التي لا يتسع المقال لذكرها عن دور اجتماعي ومسؤولية مجتمعية تقوم بها الشركة خفاء ودون ان تعلن ذلك على الملأ سنلقي عيه الضوء عندما يحين وقت ذلك .
نبارك للجسر العربي عودتها الى مخر عباب البحر الأحمر مثلما نتمنى لكل القطاعات في هذا الوطن الغالي ان تعود الى اعمالها فقد اكلت سنة كورونا الأخضر واليابس ثم اتى الجراد ليختتم عاما ثقيلا نسـأل الله عز وجل ان لا يعود علينا مرة أخرى .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى