الشاشة الرئيسيةمقالات

صرخة مجتمع

كتب الدكتور جميل الشقيرات

بداية أتقدم بأحر التعازي وأصدقها لأسرة الشاب حمزة الفناطسة ولكل من فقد عزيز برصاصة طائشة سائل المولى عز وجل ان يتغمدهم بواسع رحمته وأن يلهم أهلهم الصبر والسلوان وان يحفظ الله شبابنا من شرور اللايذات. ما حدث بالأمس هو جرس انذار لدخول واستقرار الجريمة وتفشيها بهذا المجتمع الصغير والآمن بسبب الأعيرة النارية في كافة المناسبات.
على الحكومة وهيئات المجتمع المدني ان تعكف وبعمق على دراسة اسباب انتشار إزهاق الأرواح بسبب إطلاق الأعيرة النارية في المجتمع وكيفية القضاء عليها فيكفينا ان يفقد المجتمع فلذات كبده من خلال هذا الظاهرة المميتة.
ليس من المعقول ان يستمر مسلسل فقدان شبابنا بهذه الصورة المؤلمة فنحن في بلد مسلم تسوده أواصر التراحم والمحبة بين الناس وتحكمه القوانين فأين الخلل اذن؟ هل الخلل في تربية الاسرة أم في المدرسة والجامعة أم يكمن الخلل في القوانين وتطبيقها؟
أعتقد وبصفتي التربوية ان الخلل يكمن في هذا الثالوث وفي ضعف ترابطه بدرجات متفاوتة وتتحمله القوانين وجهات الدولة خاصة وان هناك لينا وضعفا بالتعامل مع هذة الظاهرة من خلال الوجاهات الاجتماعية والنفوذ مما خلق نوعا من الاستهتار بالقوانين واللامبالاة وعدم الخوف منها.
يجب على القائمين بحماية هذا الوطن وابناءه الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه الضعيفة تشويه صورة بلدنا وإفساد افراحنا ونشر الهلع والخوف في مدننا وقرانا وحاراتنا .
أين الدولة من تربية النشء واستغلال طاقاته والعمل على خلق واطلاق ابداعات الشباب؟. أين دور وزارة التربية والتعليم ؟ أين دور وزارة الاوقاف الاسلامية؟
اين وسائل ودوائر الإعلام؟ اين مختصي علم النفس والاجتماع والجريمة؟أين ؟وأين؟
سيظل المجتمع يصرخ دون توقف أين؟ ..اين؟ فهل سيجد مستمعا لندائه أم كما قيل في الامثال لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي؟
ان الاردن وشبابه أمانة في أعناق الجميع بداية من الأسرة مرورا بالمدرسة ومنظمات المجتمع المدني وانتهاء بالدولة ومؤسساتها مسؤولة مسؤولية مباشرة في حفظ وسلامة المجتمع أمام الله أولا، فلا تضيعوا الامانة فالأمانة مسؤولية ومن لا يتحملها فعليه تركها لمن هو أكفأ منه ويقول الله سبحانه وتعالى {انا عرضْنا الْأمانة على السماواتِ والْأرْضِ والْجِبالِ فأبيْن ان يحْمِلْنها وأشْفقْن مِنْها وحملها الْانسانُ انهُ كان ظلوماً جهولا.
حفظ الله الأردن واهله من كل شر واجعل آخر عهد لنا بضحايا الأعيرة النارية عريس الجنة ان شاءالله حمزة الفناطسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى